دبابة أبرامز “الأقوى في العالم”.. لماذا يريد الجيش الأمريكي صنع بديل لها؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/28 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/28 الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش
تعد أبرامز الأمريكية من أقوى الدبابات في العالم، أرشيفية/ shutterstock

تواصل دبابة أبرامز الأمريكية تقديم قدرات "لا يمكن أن تضاهيها دبابات أخرى في العالم" كما يقول الجيش الأمريكي، وبينما يعمل الجيش على تطوير دبابته التاريخية، فإن مهندسيه يبذلون جهوداً لصنع "بديل خفيف يواكب حروب المستقبل". فهل يصنع الجيش الأمريكي بديلاً لدبابته التاريخية أبرامز؟

دبابة أبرامز الأقوى في العالم.. هل يصنع الجيش الأمريكي بديلاً لها؟

ستستمر دبابة أبرامز في لعب دور رئيسي في دعم قوات المشاة وجلب قوة نيران ثقيلة في ساحات المواجهة المدرعة، لكن من وجهة نظر كبار المختصين في الجيش الأمريكي ومطوري الأسلحة، فإنه يجب تركيز جهود مزدوجة تتضمن ترقية دبابة أبرامز واستكشاف إمكانية بناء منصات مدرعة أخف وأكثر سرعة لتواكب حروب المستقبل.

ويقول تقرير لمجلة national interest الأمريكية المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية إن مجموعات العلماء في مختبر أبحاث الجيش بولاية ميريلاند تعمل على إجراء أبحاث أولية للاستعداد للحروب في فترة ما بعد 2040 و2050، من ناحية تطوير آليات عسكرية مناسبة أكثر رشاقة وذكاءً.

مشيرة إلى أن هناك اعتقاداً داخل الجيش أنه لا بديل للمركبات العسكرية الثقيلة في القتال، كما أن مكونات الآليات الخفيفة قد لا تكون عملية بنفس الدرجة التي توفر نفس حماية المركبات الثقيلة. كما تبدو الاختراقات التكنولوجية غير بعيدة، ويبدو أن هناك تقدماً كبيراً قد أحرز على هذا الصعيد.

يبحث الجيش الأمريكي دبابات لحروب المستقبل توفر الحماية للجنود داخل المدرعات، وبوزن جزء صغير من الدبابة أبرامز، تعبيرية/ shutterstock

ما الذي يبحث عنه الجيش الأمريكي في "دبابات المستقبل"؟

تشير ناشونال إنترست إلى أن الجيش الأمريكي ملتزم بصنع بمركبة مدرعة أخف وزناً وأكثر سرعة؛ بحيث تتحرك مع الوحدات القتالية المتقدمة وتعبر الجسور، ويمكن وضعها في طائرات النقل الحربي مثل "سي 17-" و"سي – 130″.

مضيفة أن مكونات الآليات المتطورة ربما قد تكون موجودة في آليات جديدة وفي النماذج الأولية لآليات مستقبلية. وبينما تحجب تفاصيل بعض المكونات عن الجمهور في المدى القريب، لأسباب أمنية، يتحدث مهندسو الجيش الأمريكي بانتظام كيف يمكن دمج هذه المكونات لتحسين الدروع للمركبات الحالية والمستقبلية.

وتعمل شركة General Dynamics الأمريكية على إجراء ودعم بحوث تسعى إلى تحديد مواد ذات فعالية عالية، توفر الحماية للجنود داخل المدرعات، وبوزن جزء صغير من الدبابة أبرامز.

وقال مسؤول التكنولوجيا في الشركة، كيفن بونر، للمجلة الأمريكية، إن الشركة منخرطة في جهود البحث والتطوير التي ترمي إلى إيجاد قدرات جعل الجنود آمنين وفعالين في ساحة المعركة.

مسار تطوير دبابات أبرامز

تقول المجلة الأمريكية إنه حتى في حالة تطوير نماذج خفيفة وسريعة تجهيزاً لحروب المستقبل، سيستمر وجود الآليات الثقيلة مثل أبرامز في الجيش الأمريكي؛ إذ تتضمن بعض الجهود التطوير السريع للأنظمة غير المأهولة والمركبات الآلية، مما يسمح للجيش الأمريكي بالعمل في مواقع أمامية خطرة دون تعريض حياة الجنود للخطر.

هناك أيضاً طرق لمواصلة ترقية دبابة أبرامز من خلال مزج المواد المركبة مع الدروع الثقيلة التقليدية. ويقول مطلعون إن الابتكارات الجارية تشكل مقاربات جديدة للحرب الآلية وتؤدي إلى الحاجة إلى معدات جديدة. في الوقت نفسه، ستستمر دبابة أبرامز في لعب دور لا غنى عنه في السنوات القادمة. 

ويرى خبراء الجيش الأمريكي أنه في المستقبل، ربما تعمل بعض الروبوتات مع منصات مأهولة. لكن على المدى القريب، ستلعب الدبابة الثقيلة أبرامز دوراً هاماً في حرب أسلحة مشتركة ناجحة، لأنها في النهاية تتعلق بتحقيق الأهداف. 

لا تزال المشاة بحاجة إلى دعم ناري، وما زلت بحاجة إلى شيء يمكنه تغطية الأرض بسرعة والاحتفاظ بها، وما زلت بحاجة إلى شيء محمي بشدة يمكن أن يتضرر من التهديدات المتزايدة المستمرة للأسلحة المضادة للدبابات من جميع الجوانب.

وقد تكون هناك نقطة يمكن فيها لسيارة روبوتية تشبه الدبابة، مستقلة أو شبه مستقلة أداء العديد من المهام التشغيلية المرتبطة بالدبابات. ومع ذلك، من المرجح أن تعتمد هذه الأنواع على استمرار القيادة والسيطرة من صانعي القرار البشريين. 

ما هي دبابة أبرامز؟

تعد أبرامز، خاصة بنسختها M1، صاحبة التاريخ الأعرق في قائمة أفضل الدبابات في العالم؛ إذ تجمع بين القوة النارية والحماية والتنقل. في حين أن الدبابات الأخرى قد تكون جيدة إن لم تكن بالجودة نفسها، إلا أنها لا تملك سجل المعركة لدعمها.

ودخلت أبرامز M1 الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1980 لاستبدالها بدبابات إم-60 باتون. تزن دبابة أبرامز M1 نحو 63 طناً وهي مسلحة بمدفع من عيار 120 ملم ورشاشين عيار 7.62مم. وزودت الأبرامز بمحرك توربيني بقوة 1,500 حصان. 

سيستمر وجود الآليات الثقيلة مثل دبابة أبرامز في الجيش الأمريكي خلال السنوات المقبلة/ gdls

وأطلق على الدبابة اسم أبرامز نسبة إلى الجنرال كريتون أبرامز، رئيس الأركان وقائد الجيش الأمريكي في فيتنام من 1968 إلى 1972. وخاضت دبابة M1 Abrams نزاعين رئيسيين: حرب الخليج عام 1991 وحرب العراق 2003-2010، ودمرت عشرات الدبابات المعادية دون خسارة واحدة للدبابات العراقية.

وتعد دبابة أبرامز M1A2 النسخة الأكثر تطوراً في عائلة أبرامز، وهي دبابة قتال رئيسية ذات تجربة عريقة، طورتها شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز، في المقام الأول للجيش الأمريكي. تم تصميم الدبابة بناءً على الخبرة المكتسبة من أداء أبرامز M1A1 وتضم تقنيات جديدة لتقديم قوة نيران فائقة وقدرة على الحركة، مما يجعلها واحدة من أفضل دبابات القتال في العالم.

المدفع الرئيسي للدبابة أملس 120 ملم XM256 يتم تحميله يدوياً، ويمكنه إطلاق مجموعة من ذخيرة الناتو ضد المركبات المدرعة والمشاة والطائرات التي تحلّق على ارتفاع منخفض. الدبابة مسلحة أيضاً بمدفعين رشاشين عيار 7.62 ملم M240 ومدفع رشاش عيار 0.50 ملم، ويمكنها تخزين 42 طلقة من عيار 120.

لدى الدبابة Abrams M1A2 درع خارجية ثقيلة مركبة ودرع اليورانيوم المنضب المغطاة بالفولاذ في الهيكل الأمامي والبرج لتوفير مستوى عالٍ من الحماية لطاقمها. يبلغ مدى الدبابة 426 كم ويمكنها السير بسرعة قصوى تبلغ 67.5 كم/ساعة.

تحميل المزيد