20 عاماً من "هاري بوتر".. مغامرة نشر وراء أشهر سلسلة لأفلام المراهقين

time reading iconدقائق القراءة - 11
طاقم فيلم "هاري بوتر" في صورة جماعية خلال العرض الأول لفيلم "هاري بوتر وحجرة الأسرار في لندن- 3 نوفمبر 2002 - REUTERS
طاقم فيلم "هاري بوتر" في صورة جماعية خلال العرض الأول لفيلم "هاري بوتر وحجرة الأسرار في لندن- 3 نوفمبر 2002 - REUTERS
القاهرة-ميّ هشام

20 عاماً من عالم السحر، هو الوسم الذي تحتفي تحته استوديوهات "وارنر براذرز" وعشاق سلسلة أفلام هاري بوتر بمرور عقدين على إطلاق أول أفلام السلسلة في نوفمبر 2001.

وفيما يدوِّن العشاق ذكرياتهم مع السلسلة السينمائية التي شكَّلت طفولة الملايين حول العالم، يستعد الصنّاع لإطلاق حلقة "العودة إلى هوجوورتس" المرتقبة، ليوثقوا فيها جانباً من الذكريات عن كواليس صناعة واحدة من أكثر سلاسل الأفلام جماهيرية حول العالم.

مغامرة نشر

عام 1997، نشرت دار بلومزبري البريطانية طبعة محدودة لا تتعدى 500 نسخة لأولى كتب هاري بوتر "هاري بوتر وحجر الفيلسوف"، وكان الحجم الضخم لمجلد حجر الفيلسوف حينذاك سبباً في إحجام 12 دار نشر أخرى عن النشر لجوان رولينج التي أصبحت فيما بعد جي كي رولينج، كتابها الخيالي الأول الموجه للمراهقين.

وسريعاً أصبحت كُتب هاري بوتر، الأصل الأدبي لسلسلة الأفلام، أول سلسلة كتب أطفال تضمنها صحيفة
"نيويورك تايمز" في قائمتها للكتب الأكثر مبيعاً، ما دفع الصحيفة لاحقاً لتدشين قائمة خاصة لكتب الأطفال الأكثر مبيعاً عام 2000.

مغامرة النشر التي خاضتها دار بلومزبري، استثمرتها استوديوهات "وارنر بروس" لتنتج إحدى أكثر سلاسل الأفلام حصداً للأرباح، والمؤلفة من 8 أفلام، جرى إطلاقها في الأعوام من 2001 حتى 2011.

ووفقاً لمنصة "ديدلاين"، فإن مجموع أرباح سلسلة أفلام هاري بوتر عالمياً وصل إلى 7.7 مليار دولار، بعد عرض نسخة جديدة من الفيلم الأول من السلسلة، أعيد تصميمها لتصبح بجودة "4k"، وعرضت بالصين العام الماضي.

وتحل أفلام هاري بوتر التي أخرج الجزء الأول منها كريس كولومبوس، واستكمل المسيرة المخرج ديفيد ييتس، ثالثة على قائمة سلاسل الأفلام الأكثر ربحية، بعد سلسلتي "عالم مارفل"، و"حرب النجوم".

مآلات الأبطال

من أطفال على أعتاب سنوات المراهقة إلى آباء وأرباب أسر في عقدهم الثالث، ربما تمثّل صور أبطال سلسلة أفلام هاري بوتر صدمة لحالة "النوستالجيا" المرتبطة بهم.

ووصف دانيال رادكليف اختياره ليكون بطل سلسلة أفلام هاري بوتر بأنه "واحد من أقداري المذهلة التي لم أكن أتخيلها"، وذلك في حوار له مؤخراً بمناسبة مرور 20 عاماً على إطلاق السلسلة، أظهر فيه امتنانه للمشاركة في ذلك العالم الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من طفولة الملايين حول العالم.

ووفقاً لشبكة "بي بي سي"، فإن رادكليف الذي عرف النجومية في سن الثانية عشرة عبر تأدية دور هاري بوتر في الفيلم الأول "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" عام 2001، سريعاً ما أصبح واحداً من الممثلين الأعلى أجراً وهو دون سنّ الثلاثين.

 وبانتهاء السلسلة، أدى رادكليف أكثر من دور بطولة في أفلام مثل "المرأة ذات الرداء الأسود" عام 2012، و"اقتل أعزاءك" عام 2013.

غير أن الممثل ذي الـ32 عاماً، يغيب حالياً عن دائرة الضوء، فيما لا يزال يشارك ببعض الأدوار غير الرئيسية.

على عكس رادكليف، تمتعت إيما واتسون التي أدت دور هيرميون جرانجر، بمسيرة فنية حافلة خارج عالم السحر، بدءاً من دورها في فيلم "مزايا أن تكون خجولاً" عام 2012، وفيلم "نساء صغيرات" عام 2019، وتأديتها شخصية إحدى أميرات ديزني في نسخة "الجميلة والوحش" عام 2017، إلى جانب دورها كإحدى سفيرات النوايا الحسنة في الأمم المتحدة.

وعنونت المشاركات الفنية المحدودة مسيرة روبرت جرينت، ثالث الأصدقاء الثلاثة ومؤدي شخصية رون ويزلي، غير أنه أعلن مؤخراً أنه زوج وأب، الأمر الذي شكل مفاجأة لعشاقه نظراً لغيابه عن مواقع التواصل الاجتماعي، وانضمامه إليها "متأخراً 10 سنوات" كما صرَّح مازحاً العام الماضي.

مآلات الأبطال في سياق عالم السحر كانت موضع اهتمام جي كي رولينج منذ الانتهاء من السلسلة، وقد ألقت الضوء عليها في بعض المقتطفات والقصص القصيرة التي نشرتها تباعاً عبر موقع "بوتر مور"، أو المزيد من بوتر، تخيَّلت فيها مصائرهم.

ووفقاً لمنصة "إنترتينمنت ويكلي"، أصبح هاري بوتر في سن الـ34 أباً لطفلين ووزيراً للسحر، وفيما تزوجت هيرميون جرانجر رون ويزلي، يتقلد الثنائي الآخر أيضاً مناصب مهمة في وزارة السحر.

فقيدو "هوجوورتس"

وبالتزامن مع الإعلان عن حلقة لمّ الشمل الخاصة، "العودة إلى هوجوورتس"، التي يجري الإعداد لها، والمتوقع إتاحتها أول أيام العام المقبل على "إتش بي أو ماكس"، أثارت أخبار عدم ظهور الكاتبة جي كي رولينج في الحلقة إلا عبر مواد أرشيفية التساؤلات بشأن الأسباب، وما إذا كانت دُعيت ورفضت المشاركة، أو لم تُدعَ للمشاركة من الأساس.

ولم تعلّق شبكة "إتش بي أو" على أسباب غياب رولينج، ولكن التكهنات تتجه إلى تحوّل الأخيرة إلى مادة جدلية خلال الأعوام الماضية، لاسيما عبر تغريداتها على تويتر، ما من شأنه أن يسبب انقساماً بين عشاق السلسلة ويفتت المشاهدات، وفقاً لشبكة "إن بي آر".

غير أن غياب رولينج ليس الوحيد في حلقة لمّ الشمل ضمن أفراد أسرة السلسلة، فالعشاق سيفتقدون عدداً من الممثلين الذين غيّبهم الموت بعدما خلّدتهم أدوارهم في أفلام هاري بوتر.

وتُعد الممثلة هيلين ماكروري التي أدت شخصية نارسيسا مالفوي إحدى الساحرات ووالدة غريم هاري بوتر في مدرسة دراكو مالفوي، آخر فقيدة لأسرة هاري بوتر، إذ توفيت في وقت سابق من العام الجاري.

عام 2017، توفي الممثل جون هرت الذي اشتهر بتأدية دور أوليفاندر صانع العصي السحرية، فيما ودّع العشاق الممثل آلان ريكمان الذي أدى دور المعلم في مدرسة السحر سنيب عام 2016.

وفي 2013 غيّب الموت أيضاً الممثل جون هارت الذي أدى دور فيرنون درسلي، زوج خالة هاري بوتر وعميد الأسرة البديلة من العامة التي احتضنت هاري بوتر بعد وفاة والديه.

ويُعد الممثل ريتشارد هاريس أول فقيد في أسرة هاري بوتر، إذ توفي عام 2002، بعدما أدى شخصية ألبوس دمبلدور ناظر مدرسة السحر، في جزأين فقط، ليحل محله الممثل مايكل جامبون في باقي الأفلام.

الوحوش المذهلة

في عالم السينما والأدب، يشتهر المصطلحان "بادئة وتتمة"، أو كما تقول الألفاظ الإنجليزية Prequel وSequel، وهي صناعة قصص أو أفلام تنتمي إلى العالم ذاته الذي تنتمي إليه روايات أو أفلام جماهيرية، ولكن في مدى زمني مختلف، وهو ما لجأ إليه صنّاع سلسلة هاري بوتر لاستثمار نجاح السلسلة بعد إطلاق أجزائها السبعة.

"بادئة" كان خيار الكاتبة جي كي رولينج التي اختارت أن تبحر في عالم السحرة، تلك المرة عقوداً قبل ميلاد فتاها هاري بوتر، والأحداث المؤسسة لقصته، في حكاية تدور وقائعها بين نيويورك الأميركية والمملكة المتحدة.

صدر "الوحوش المذهلة وأين تجدها" عام 2016، بسيناريو من إمضاء جي كي رولينج ذاتها، لأول مرة ككاتبة سيناريو، الأمر الذي لم يرق لعشاق السلسلة على ما يبدو وفقاً لتقرير على منصة سكرين رانت، إذ عملت رغبة رولينج في رسم أبعاد سياسية للأفلام الجديدة وربطها بأجواء الحروب العالمية ومساوئ التيار الفاشي على مسخ خلطة النجاح الأساسية.

وفي حين أطلق "الوحوش المذهلة: جرائم جريندالوالد" عام 2018، فقد قوبل بمراجعات سيئة ترجمت في شباك التذاكر منذ الأسابيع الأولى لإطلاقه، إذ تراجعت أرباحه بمقدار 13 مليوناً عن سلفه في أسبوعه الأول.

ومن المتوقع إطلاق الجزء الثالث العام المقبل، ليقع على عاتق طاقم الفيلم أعباء استرجاع مكانة "الوحوش المذهلة"، لا سيما بعد استبدال جوني ديب بالممثل الدنماركي مادس ميكلسن في دور جريندلوالد، على خلفية قضايا العنف المنزلي المتهم فيها ديب، والتساؤلات حول مدى ملاءمة ميكلسن للدور واستحضاره روح جريندلوالد في "الوحوش المذهلة: أسرار دمبلدور".

اقرأ أيضاً: