لايف ستايل

ألقاب الفنانين.. هدية من الجمهور أم يمنحها الفنان لنفسه؟

تُثير ألقابُ الفنانين صراعًا وجدلًا في الوسط الفني، وكان قديمًا ينال الفنان لقبه بعد مسيرة طويلة من النجاحات. ولكن في الفترة الأخيرة، ظهر عدد من النجوم يطلقون الألقاب على أنفسهم، دون الالتفات إلى تقييمات المؤسسات المعنية، أو آراء النقاد أو الجمهور في أعمالهم.

من بين هولاء النجوم الفنان محمد رمضان، والذي دائما ما يثير جدلا واسعا بلقبه الذي أطلقه على نفسه «نمبر وان». ما يعرضه طوال الوقت لهجوم وانتقاد شديد من الجمهور والوسط الفني. وكذلك هند صبري، بعدما أطلقت على نفسها لقب «المادة الخام للأنوثة». وأيضًا لقب «الملبن»، الذي تباري به سميه الخشاب زملاءها في الوسط الفني.

اللقب منحة الجمهور

يقول الناقد الفني محمد عبد الرحمن، إنه من شروط منح الألقاب، ألا يطلقها الفنان على نفسه، بل يمنحها له الجمهور. وقديما ظلت مسألة الألقاب لصيقة بكبار النجوم، سواء من ظل منهم على قيد الحياة أو من رحل عن عالمنا. مُضيفًا: «هذا يختلف كثيرا عما يحدث الآن، فقد أصبح الفنان هو من يطلق على نفسه اللقب، ويدعمه، ويفرضه على الساحة الفنية والجمهور».

اقرأ أيضا: «اسكارفيس» يودع العالم.. قصة أسد تجاوز عمره الـ 14 عامًا

بعض الفنانين أطلقوا على أنفسهم الألقاب الفنية لكن الجمهور لم يمنحهم ذلك، مثل تامر حسني الذي منح نفسه لقب «نجم الجيل» مُتغاضيا عن أهمية زملائه الذين يعاصرونه. فضلا عن أنه حصر نفسه نجما لهؤلاء الفنانين الموجودين على الساحة فقط، وذلك عكس ما حدث في السابق مع موسيقار الأجيال الملحن الكبير محمد عبد الوهاب.

تامر حسني
تامر حسني

ومؤخرًا؛ أطلق محمد رمضان على نفسه لقب «نمبر ون»، والذي استوحاه من أغنية له، كما أنه لم يحدد في أية فئة وأي مجال هو رقم واحد. يتساءل الناقد محمد عبد الرحمن: «لماذا يتجاهل محمد رمضان هوية جمهوره؟». وأشار إلى أن عدد سنوات نجومية محمد رمضان في الساحة الفنية، لا تكفي كي يعتبر نفسه رقم واحد على الجميع. أو ليمنح نفسه لقبا كهذا. مضيفا: «الجمهور لا يردد إلا ما يصدقه فقط».

اقرأ أيضا: أزمة محمد رمضان مع إسماعيل ياسين.. وقضية جديدة في انتظار «نمبر وان»

وبرغم تقديم الفنان محمد رمضان العديد من الأعمال الشهيرة مثل الأسطورة وزلزال لكن الجمهور لم يطلق أي منها لقبا علىه. وبمقارنة ذلك مع الفارق الكبير للفنان عادل إمام «الزعيم»، والذي يربو عمره الفني على نصف قرن تقريبًا،ومع ذلك لم يطلق على نفسه أي ألقاب؛ ولم يحصل على هذا اللقب إلا بعد تقديمه مسرحية الزعيم.

محمد رمضان
محمد رمضان

 الصحافة تمنح الألقاب

«قديما كانت الصحافة تمنح اللقب للفنان، سواء من قبل النقاد أو الصحفيين. ومن ثم يحدث قبول من الجمهور، ويتم تكراره حتى الانتشار.». هكذا يقول الناقد محمد عبد الرحمن، موضحًا أنه لكي يستمر انتشار الفنان، كان لابد من إرضاء الجمهور. وكثيرًا ما كان النجوم يسألون عن آرائهم في الألقاب التي منحها لهم الجمهور أو النقاد أو الصحفيون، وبعضهم يعلنون استحسانهم لهذه الألقاب والبعض الآخر لا.

وتقول الناقدة ماجدة خير الله، حورا سابق، إن النجوم والفنانين هم دائما من يمنحون أنفسهم الألقاب، مستدلة على رأيها هذا بلقب «نجمة الجماهير»الذي منحته لنفسها الفنانة نادية الجندي، وكذلك الفنانة نبيلة عبيد والتي اتخذت لنفسها لقب «نجمة مصر الأولى» على حد قولها.

نبيلة-عبيد
نبيلة-عبيد

وبررت خير الله ذلك برغبة النجوم في إرضاء الذات، بالإضافة إلى أنه نوع من أنواع الترويج لأعمالهم الفنية، موضحة أن شركات الإنتاج شاركت في اختيار الألقاب لعدد من الفنانين بشكل يساهم في الدعاية للمصنف الفني.

اقرأ أيضا: «سمير غانم» ملك الإفيه البسيط

ومن بين أبرز الألقاب التي اطلقت قديما كانت «وحش الشاشة» للفنان الراحل فريد شوقي، ولقب «سيدة الشاشة العربية» للفنانة الراحلة فاتن حمامة و«العندليب» للفنان عبد الحليم حافظ. ومديحة يسري التي لقبت «سمراء النيل» و«كوكب الشرق» السيدة أم كلثوم و«السندريلا» سعاد حسني.

نجوم رفضوا الألقاب

وبرغم سعي بعض النجوم لإطلاق الألقاب على أنفسهم، إلا أن هناك آخرون رفضوها وفضلوا أسماءهم الحقيقية عليها. إذ رفض الفنان الراحل محمود عبد العزيز، أن يسبق لقب «الساحر» اسمه في تتر الأعمال الفنية التي جسد فيها أدوار البطولة. ورفض كذلك فريد شوقي لقبي «وحش الشاشة، وملك الترسو»، مفضلاً لقب «فنان الشعب»، الذي سبقه إليه الفنان يوسف وهبي.

اقرأ أيضا: الأزمات مستمرة.. تحرك برلماني ودعاوى قضائية ضد محمد رمضان

كما رفض أحمد السقا لقب «فارس السينما العربية» مشيرا إلى أن هذا اللقب خاص بالفنان الراحل أحمد مظهر، وفضل ذكر اسمه بلا ألقاب. فيما أوضحت الفنانة يارا أنها لا تسعى وراء الألقاب، فالمهم بالنسبة لها هو حب الجمهور، مؤكدة أن لقب «الفنانة المحتشمة» يمنحها السعادة والراحة. واعترضت من قبل الفنانة مريم فخر الدين على لقب سيدة الشاشة العربية للفنانة فاتن حمامة، قائلة: «إذا كانت هي السيدة فهل نعتبر نحن جواري».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى