الورد يهب الناس لمسات معانيه الجميلة
عطرهُ .. ولونه ..
لاينتظر من يدٍ .. رد العطاء
ولذا لانكاد نجد اثنان يختلفان في حب الورود ..
إن رأيته على قامة غصنه الممشوق ..
يومي بالتحية عن ثغر باسم غمرني الابتهاج ..
وتحبباً فيه أسميته: رسول السعادة ..
يضخ السعادة إلى الوتين بنضرته .. وعبيره المنفرد
وحتى إن عبرت فوقه ريح الأيام فأذبلته وتساقطت أوراقه
يظل عبيره يوقظ الذكرى حية تموج بعطره ..
كلما مر القلب على بساتينه ..!
:
كذلك الذكر الطيب للمرء بين الناس ..
كالورد ينثر طيباً .. كلما خطر على ألسنتهم ..
والذكرُ يخلد ..حتى وإن فني الجسد !.:
والحب يبدأ في الله وينتهي إليه ..
فمن دنا من رحاب الله ملك قلوب الناس ..
ومن أحب مولاه أحبه مولاه ..
وأحبته الملائكة ..
ومن تقرب إليه قربه إليه ..
ووهبه محبة الخلق ..
ورزقه القبول في الأرض
فبيده تعالى وحده مفاتيح القلوب .
❤️🌹❤️
قال تعالى :
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمن ودّا )مريم ٩٦
ياله من فوز عظيم ..!
ويسمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ..
وهذا الحديث القدسي :
( إذا أحب الله عبداًنادى جبريل :
إن الله يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ،فينادي
في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ،
فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ).
:
يسمع ذلك .. فينطلق مبشراً الناس :
{ إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله تبارك وتعالى
أقبل الله إليه بقلوب المؤمنين }
هذا القبول أيها المطيع شهادة لك تدخلك الجنة..
هذا القبول يفتح لك مغاليق القلوب ..
ويوقع لك الهيبة والمحبة فيها ..
وحين يأتي ذكرك على ألسنة الناس فإنها تنطلق بالثناء عليك
كما أن المعصية تحول بينك وبين قلوبهم.:
:
مما رواه البزار عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم :
{ مامن عبد إلا وله صيت في السماء ،
فإن كان صيته في السماء حسناً وضع في الارض ،
وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض }.
:
وقد قيل : المؤمن مرآة أخيه ..
فإن وجد المؤمن تغيراً من أصحابه ..
وإعراضاً من الصالحين ..
فليراجع نفسه .. وسيرى أن مردّ هذا الجفاء
فتور في علاقته بربه ..
:
إن القبول والذكر الحسن ..
ماهو إلا ثمرة حسنات العبد ..
والسعي في طاعة ربه وطلب مرضاته .
:
وإن صاحب الصيت الحسن ..
يلقي الله تعالى على كلامه بالقبول في قلوب الناس
وإن كان ظاهر ه الإساءة ..
عكس من ساءت علاقته بربه ..
فالقلوب تأباه وإن كان حريصاً في كلامه ..
لأن الأول صلحت سريرته وقويت علاقته بربه
والآخر فسدت سريرته وكثرت معاصيه ..
فسقط من عين الله .. ثم من أعين الناس ..!:
لكن القلوب المؤمنة ليست على حال من القرب والبعد
من إتيان الطاعات ، ومن اكتساب السيئات ..
ومن لطف الله بالمؤمن أنه يشعر بآثار الذنب المؤلمة
إذا مااقترفه ..!!
كتاخير صلاة ..
أو بخل ..
أو انتصار لباطل ..
أو غيبة آو سخرية .. أو غيرها
ويظل العبد الصالح منقبض القلب مهموماً ..
كلما تذكر فعله ..
ويمر عليه يومه ثقيلاً مليئاً بالمنغصات ..
تعانده احداث يومه، وتذكره ذنبه ..ويجثم الهم على صدره
🌹❤️🌹
فيدرك المؤمن حينها أن ذلك تنبيه من ربه..!
فيسارع إلى التوبة وطلب المغفرة..
ويصلح ماارتكبه ..مااستطاع ..!
:
وهذه قصة كمثال على تغير مظهر العبد..
بحسب قربه أو بعده من الله :
كان هناك رجل يدعى
حبيب هذا كان من الغافلين ..
يعمل بالربا ولا يتورع عنه ..
مرّ يوماً بصبية يلعبون ..فقال بعضهم :
ها قد جاء آكل االربا !
فآلمه ذلك ونكس رأسه ومضى ..
ثم توجه إلى ربه نادماً منادياً :
يارب افشيت سري إلى الصبيان ..
ثم قام فجمع ماله بين يديه وجعل يقول :
يارب إني أشتري نفسي منك بهذا المال فأعتقني ..
فما أن جاء الصباح حتى تصدق بماله كله ..
ورجع إلى ربه مستغفراً .. عابداً.. قائماً .. زاهداً ..
ثم كان ذات يوم مرّ فيه بذلك الطريق حيث يلعب أولئك الصبية
فلما رأوه قال بعضهم :
اسكتوا فقد جاء حبيب العابد ..
فبكى حبيب تأثراً ، ورفع طرفه شاكراً لله .
❤️🌹❤️
إذا ماالناس حمدوك وأثنوا عليك عند ذكرك
وعلى الأخص من عاشروك وخبروك ..
فهنيئاً لك ...!!
فما هذه إلاّ بشارة لك بحسن العاقبة ..
وما ينتظرك من روعة النعيم !.