قرار منع حفر الآبار يقلق مزارعين وعمال حفارات في كوباني

كوباني – نورث برس

منذ خمس سنوات يعمل عبد الله بمهنة حفر الآبار في منطقة كوباني، وجد الشاب فرصة له في عمل يدر عليه مدخولاً جيداً.

عبد الله ملا خليل (22 عاماً) من سكان قرية حلنج بريف كوباني، يقول إنه اعتاد العمل في مهنة يعمل بها كثير من سكان منطقته، لكن قرار الإدارة الذاتية الأخير سيسهم بتوقف الشاب عن العمل وغيره كُثر.

وأمس السبت، منعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تعميم، حفر الآبار الجوفية السطحية منها والعميقة، اعتباراً من مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، تحت طائلة المسائلة القانونية وحجز الحفارة.

ويرى مزارعون في كوباني أن قرار الإدارة الذاتية بمنع حفر الآبار الزراعية في المنطقة، ضد مصلحة السكان والإدارة على حد سواء، فيما يقول عمال الحفارات إن القرار سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في المنطقة.

ويشير “خليل”، أن عمل الحفارات في كوباني كان جيداً خلال العام الحالي، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

ويضيف “خليل” أن القرار سيؤدي لتوقف عمل الحفارات، وبالتالي فقدان عدد من الشباب لفرص العمل وانتشار البطالة بينهم، إلى جانب عزوف مزارعين عن زراعة أراضيهم.

ويعتمد أبناء منطقة كوباني بشكل كبير على عمل الحفارات، حيث تعمل هذه الحفارات في مدن الرقة والحسكة وديرك إضافة إلى كوباني.

فيما يقول عيسى عبدو (45 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، إن الزراعة البعلية، لا تنتج سوى مرة واحدة كل خمس سنوات، وأن الآبار تعتبر مصدر معيشة لسكان الريف.

ويكلف حفر كل بئر في ريف كوباني الشرقي بين 5 و6 آلاف دولار، بحسب “عبدو”، حيث يضطر المزارعون لدفع هذا المبلغ من أجل تأمين مصدر معيشي لهم، واستصلاح أراضيهم.

ويرى “عبدو” أن الزراعة المروية تؤمن على الأقل لقمة عيش السكان، إذ أنهم يعتمدون بشكل رئيس على الزراعة، في ظل قلة فرص العمل في المنطقة، فيما باتت الزراعة البعلية مشكلة للمزارعين في ظل عدم هطول الأمطار وسنوات الجفاف.

مطالبات بتوفير بدائل

يطالب “عبدو” الإدارة الذاتية بجر مياه الري من نهر الفرات إلى المنطقة، حيث لا تبعد مياه النهر سوى 35 كم عن أراضيه، لافتاً إلى أن مياه الري وصلت إلى ريف الرقة وريف عين عيسى أثناء فترة إدارة المنطقة من قبل الحكومة السورية التي كانت تجر مياه الري لمئات الكيلومترات.

ويضيف “عبدو” أن جر الإدارة لمياه الفرات إلى المنطقة سيساهم في توقف المزارعين عن حفر الآبار وتوفير مصاريف حفر الآبار عليهم.

وتتوفر في القرى الشرقية مياه جوفية بشكل جيد بحسب “عبدو”، الأمر الذي يدفع المزارعين لحفر الآبار من أجل تأمين لقمة عيشهم.

“قرارٌ لا يصب في المصلحة العامة”

يقول “عبدو” إن القرار الذي صدر من الإدارة بمنع حفر الآبار، “ليس لصالح السكان إنما ضد مصلحتهم ومصلحة المزارعين”.

من جهته يقول محمود عيسى (36 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني الشرقي، إنه يملك 30 هكتاراً من الأراضي الزراعية في قرية قباجق كبير، وأن زراعته البعلية تسببت بخسائر له منذ ثلاث سنوات بسبب عدم هطول الأمطار.

يضيف “عيسى” أنه يرغب بحفر بئر لتصبح أرضه مروية، وبالتالي ستعود الفائدة عليه وعلى الإدارة الذاتية التي ستستلم الإنتاج، وعلى فرص العمل التي ستوأمنها الأراضي المروية له ولغيره.

ويرى، أن قرار منع حفر الآبار، يجب أن يسبقه إنشاء حقول الري في المنطقة وجر المياه إليها.

ويشير، أن عدم جر خطوط مياه الري ومنع حفر الآبار، “يساهم في تراجع الوضع المعيشي لسكان المنطقة”.

وبحسب “عيسى” أن الإدارة تتراجع عن دعم المزارعين منذ ثلاث سنوات، “فكمية المازوت التي يستحقها المزارعون في انخفاض، والأسمدة من نوعية سيئة وبسعر مرتفع، كما أن نوعية البذار التي تعطيها للمزارعين ليس لها مردود”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: زانا العلي