+ A
A -
كتبت – أماني سامي
أطلق صالون رزان الثقافي النسائي أولى فعالياته مساء أمس بندوة تحت عنوان (واقع المرأة في المجال الإعلامي) واستعرضت الندوة محاور واقع المرأة في العمل الإعلامي والتحديات الأسرية والمجتمعية والأبعاد الأخلاقية، كما تناولت الفجوة ما بين جيل الشباب وجيل المخضرمين في المجال الإعلامي، تقول الإعلامية حصة السويدي لـالوطن: صالون رزان الثقافي حلم تحول إلى حقيقة، أن يكون للنساء صالون يجمعهن يرتقي بهن ويرتقين به نناقش به حول ما يهمنا ويهم مجتمعنا وقضايانا المختلفة خاصة اننا في مجتمع محافظ والكثير من السيدات يرفضن الظهور على شاشات الإعلام لمناقشة أبرز القضايا.
مضيفة أن أهداف الصالون تتوافق مع التنمية الثقافية النسائية ورؤية قطر الوطنية 2030 في أن تكون قطر نموذجا يحتذى به إن كان على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ولهذا تم إنشاء صالون رزان الثقافي ليشمل النشاطات والفعاليات الثقافية الخاصة داخل وخارج قطر.
مشيرة إلى انه مازال يوجد خجل لدى الكثير من الفتيات على الظهور إعلاميا رغم امتلاكهن للموهبة ومن هنا يأتي دور المثقفات والإعلاميات في الأخذ بأيديهن وتغيير هذه النظرة، ايضا نأمل في وجود القدوة أو الايقونة الإعلامية الموجهة للشباب والشابات.
من جهتها تقول جواهر البدر: لا ننكر انه يوجد الكثير من الإعلاميات اللاتي ظهرن وأثبتن جدارتهن ولكنه غير كاف حيث نأمل في زيادة عدد القطريات المتواجدات بالإعلام واستكملت قائلة: العادات والتقاليد قد تحجم المرأة عن الظهور وأشارت قائلة: تأتي الكثير من طالبات جامعة قطر للتدريب لدينا ولكنهن لا يردن الاستمرارية في العمل الإعلامي، ولكن مع التدريب والاحتكاك بالعمل الإعلامي عن كثب تتغير النظرة تماما ونجد منهن الاستمرارية والمثابرة على تحقيق حلمهن.
وتؤكد أسماء الزرعوني إعلامية إماراتية على أن النظرة تغيرت كثيرا تجاه ظهور المرأة في الإعلام ما لم يتعارض مع العادات والتقاليد، وأضافت: كان ظهور المرأة على صفحات الجرائد أو في الإعلام المرئي عيبا وعارا، حيث أتذكر أنني كنت أشتري جميع الجرائد التي كانت تباع أمام منزلنا حتى لا يرى أحد من أسرتي صورتي بالجرائد.
وتقول موزة البدر اخصائية علاقات عامة واعلام: يرتبط واقع المرأة بشكل كبير بالصورة الذهنية التي تشكلت عنها عبر مختلف وسائل الإعلام، والتي كرست ثقافة الجسد، والأدوار الثانوية لها في الحياة، كما أنها تلغي تواجدها كإنسانة في كثير من المواد الإعلامية والإعلانية، فتصبح مجرد شيء يستخدم ويستهلك، وعلى الرغم من تزايد عدد النساء العاملات في المجال الإعلامي يرتبط واقع المرأة بشكل كبير بالصورة الذهنية التي تشكلت عنها عبر مختلف وسائل الإعلام.
وأشارت إلى واقع المرأة القطرية في الإعلام قائلة: إن المرأة – الإعلامية لم تعد أبدا «كومبارس»، أي تعمل في الظل، بل أصبحت جزءا من المشهد الإعلامي. وهناك إعلاميات باتت أسماؤهن أشهر من نار على علم في تغطية الأحداث الأمنية والحروب، على رغم ما تحمله من أخطار.
كما وصلت المرأة إلى إدارة مؤسسات إعلامية عدة وشهدت قطر تقدما لافتا في صناعة الإعلام، إذ استطاعت طرح قضايا المجتمع بكل وضوح سواء عبر الإذاعة أم التليفزيون أم الصحف أم المواقع الالكترونية، وبرزت أسماء أنثوية كثيرة في مراكز القرار.
وأردفت قائلة: يفتقر الإعلام للتركيز على بعض القضايا والفئات الهامة ككبار السن الذين يعانون التهميش ويأملون في طرح قضاياهم عبر وسائل الإعلام، فكما نعلم الإعلام منبر للحق والصوت الناطق باسم المظلومين.
وتقول السيدة عائشة الكواري مديرة مركز قطر للعمل التطوعي: تلعب وسائل التواصل الاجتماعي أدوارا كبيرة في المجتمعات الخليجية، فقد أعادت تشكيل الساحات الإعلامية، وغيرت قواعد اللعبة إلى درجة كبيرة، وأتاحت مساحات واسعة للتعبير والحوار المتبادل.
فلم يعد الاتصال ووسائله موضوعا هامشيا، وإنما تحول إلى موضوع مركزي في قياس مستوى النضوج والتقدم الاجتماعي، وفي صياغة أنماط التفكير، والتفاعل الاجتماعي، وتشكل العلاقات الاجتماعية. ودوره لم يعد ثانويا، وإنما يحتل الموقع الأول في قيادة الفعاليات الاجتماعية وكذلك تأثيره لم يعد محدودا، وإنما امتد إلى أعماق المجتمع: عاداته، تقاليده، ثقافته، قيمه، وصياغة اتجاهاته.
والمرأة تقف في غالب الأحيان، وراء طرح هذا الموضوع على صعيد الإعلام وفي مختلف الدوائر والمجالات، حرصا منها على أن ترقى صورتها في المصافين الإذاعية والتليفزيونية وفي الأوساط الإعلامية المختلفة إلى مستوى قضايا المجتمع الأساسية بما يكفل التصدي بالنقد لما قد يصيب هذه الصورة من تشويه أو تحريف.
وأضافت: في السنوات الاخيرة ظهرت مجموعة من الفتيات على وسائل التواصل الاجتماعي مارسن بعض الأفعال المنافية للعادات والتقاليد الخليجية المحافظة مما أدى هذا إلى تشويه صورة المرأة الخليجية، على النقيض أيضا سنجد ان الكثير من الفتيات الخليجيات والقطريات قمن بتشريف المرأة من خلال بعض الأعمال المهمة وإظهارهن لمواهب يبرعن فيها، أو بروز بعض الفتيات على وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة قضايا المجتمع الراهنة وابرز الحلول التي يمكن الخروج بها، ولهذا نأمل في زيادة توعية بناتنا بضرورة استخدام هذه الوسائل بصورة لائقة، فكما نعلم هذه الوسائل سلاح ذو حدين.
وتؤكد الكاتبة موزة آل إسحاق: على ضرورة تفعيل دور الصالونات الثقافية في الدولة بل وتعميمها في كافة الجهات بالدولة، لما لها من دور هام في مناقشة أبرز قضايا المجتمع.
وأضافت: على الإعلامي أن يظهر بدراية أبرز قضايا مجتمعه فلا يعيش بمنأى عن ابرز الاحداث التي من حوله، كما نأمل الاهتمام بالطفل من خلال وسائل الإعلام.
وتطرقت آل اسحاق إلى ضرورة الاستعانة بالمؤثرين في وسائل التواصل لطرح أبرز القضايا التي تشغل بال الناس.
من جهتها تقول الإعلامية والكاتبة خولة مرتضوي: ان فكرة انشاء صالون ثقافي نسائي تعتبر فكرة مميزة وواعدة خاصة أن مجتمعنا يعج بالكثيرات اللاتي تميزن في مناحٍ عدة.
وعن موضوع الصالون تقول: انه يكاد لا يخلو فضاء تستنشق فيه رائحة الإعلام الحر أو حتى المنغلق الا ويفوح بروائح عطر إناث متعددة، وحديثي هنا لا يقتصر على المرأة المقدمة أو المذيعة بل يشمل المرأة بشكل عام.
وأضافت: لقد عصفت بالنسائية في شرقنا الاوسطي وفي عالمنا المترامي الاطراف بشكل عام عصور من الإجحاف والظلم، وقد آن أن تنقشع وبما أن النساء قادمات من كل حدب وصوب فمن الاجدر أن نلتفت إلى ذواتنا بصورة أعمق تشكل في امتدادها اليومي الروتيني صورة رائعة، ثم تتلاشى عنا صور الإعلام النمطية وكي ندرك هذه المرحلة علينا أن نكمل عملنا الآن، فعلينا المداومة والاستمرار.
في سياق مواز تقول الدكتورة أميرة آل اسحاق استشاري نفسي بمؤسسة حمد الطبية: في الطب النفسي واجهتنا مشكلتان كبيرتان كانت اولاهما النقص في الخدمات النفسية وثانيا والأهم خوف المريض أو تردده من الذهاب للطبيب النفسي للعلاج خوفا من أن يلاحقه العار ويرمقه المجتمع ويعامله كأنه مجنون.
واضافت: اكتشف أن الإعلام هو الوحيد القادر على تغيير هذه الصورة النمطية في مجتمعاتنا وبالفعل بدأت بالظهور على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة لنشر ثقافة الطب النفسي وبالفعل هذا ما حدث حيث بدأ المجتمع يتقبل فكرة المرض النفسي وانه كسائر الأمراض التي قد تصيبنا، ايضا لدينا الآن دفعة كبيرة من الطالبات القطريات اللاتي يردن خوض غمار اخصائيين نفسيين اكلينيكيين، وقد كان هذا حلما أضحى واقعا ملموسا الآن، ولهذا أؤكد على أن الإعلام قادر على التغيير.
وتوافقها الرأي الدكتورة وفاء استشارية مخ واعصاب قائلة: الإعلام من شأنه تغيير الكثير من النظريات والفرضيات الخاطئة التي تناقلتها الناس، مشيرة إلى أن تواجدها بالعمل الطبي الشاق لم يمنعها من اظهار مواهبها في الشعر والكتابة.
copy short url   نسخ
02/05/2017
4423