مخرجة وثائقي "الميدان" جيهان نجيم ومنتجه كريم عامر
مخرجة وثائقي "الميدان" جيهان نجيم ومنتجه كريم عامر

فاز الفيلم التسجيلي (الميدان) الذي يرصد يوميات "ثورة يناير/كانون الثاني" بميدان التحرير بالقاهرة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك عام 2011 بجائزة أفضل فيلم وثائقي لعام 2013 للرابطة الدولية للأفلام التسجيلية.
 
وجاء إعلان الرابطة التي تهتم منذ 30 عاما بدعم ثقافة الأفلام التسجيلية عن فوز فيلم (الميدان) للمخرجة الأميركية المصرية الأصل جيهان نجيم في حفل أقيم الجمعة في لوس انجلس.
 
وبهذه الجائزة التي سبقتها جوائز أخرى في مهرجاني تورونتو وصندانس للفيلم تكون حظوظ الميدان كبيرة للظفر بالأوسكار لاسيما بعد إدراجه على القائمة القصيرة لهذه الجائزة العالمية.
 
وكانت لجنة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية للفيلم الوثائقي اختارت فيلم «الميدان»، ضمن خمسة عشر فيلما عالميا للتصفيات قبل النهائية، للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي، سيتم بعدها تصفيتهم واختيار خمسة منها فقط.
 
كما تم تصنيف الفيلم الشهر الماضي بوصفه أول فيلم تسجيلي تحصل عليه مؤسسة نيتفليكس. 
 
يرصد فيلم (الميدان) حياة عدد من النشطاء المصريين في كفاحهم ضد الأنظمة وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد.
 
وهذا تقرير لموقع  قناة "الحرة" خلال العرض الأول للفيلم في العاصمة واشنطن الشهر الماضي:
 
​​
 

صورة إعلانية للفيلم الوثائقي "الميدان" لمخرجته جيهان نجيم
صورة إعلانية للفيلم الوثائقي "الميدان" لمخرجته جيهان نجيم

في غرفة أرضية بمقهى Busboys and Poets بالعاصمة الأميركية واشنطن، تجمع العشرات من مختلف الأعمار والأعراق لمتابعة الوثائقي المصري المرشح لجائزة الأوسكار "الميدان" The square.
 
يرتاد المقهى القابع في قلب واشنطن المثقفون والكتاب والطلاب الذين يمضون أوقاتهم بين أروقة الكتب أو أمام البار لتبادل حوارات ثقافية.
 
المخرجة الأميركية المصرية جيهان نجيم
​​مخرجة الفيلم، الأميركية المصرية الأصل، جيهان نجيم التي حضرت العرض قالت لموقع "راديو سوا" إن "جمهور هذا المقهى أناس عاديون يشبهون الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير. هؤلاء يمكنهم التواصل مع الشخصيات والشعور بمشاعرهم".
 
وعلى كراسي خشبية حمراء وطاولات وضعت فوقها فطائر البيتزا والمشروبات، جلس المهتمون بالثورة المصرية انتظارا لأول عرض لوثائقي مصري في المقهى.
 
ومع خفوت الأضواء وانطلاق العرض بمشاهد لتعذيب المواطنين في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك ثم صرخات يناير ورائحة الغاز و"سقوط النظام" وصيحات الفرح، تشعر بصمت المكان وشغف الجالسين في الغرفة المكتظة.
 
"الميدان" تابع في عامين ونصف أحداث ثورة مصر من خلال تجارب حية ترويها ثلاث شخصيات رئيسية تمثل أطياف المجتمع. حصل الفيلم على عدة جوائز من أهمها جائزة الفيلم الوثائقي في مهرجاني تورنتو وسندانس، ويعرض حاليا في قاعات السينما الأميركية لتأهيله لجوائز الأوسكار.
 
مخرجة وثائقي "الميدان" جيهان نجيم ومنتجه كريم عامر
​​يقول منتج الفيلم الأميركي المصري الأصل كريم عامر الذي حضر العرض "يدعمنا البعض للفوز بالأوسكار فأهم ما يميزه أنه صور كل مراحل الثورة وليس فقط فترة زمنية معينة".
 
تنتقل كاميرات جيهان نجيم خلف شخصياتها وسط المتظاهرين ومن أعلى أسطح البنايات وبين عائلاتهم وأصدقائهم منذ سقوط مبارك حتى عزل مرسي، "عكس الفيلم اللحظات الفارقة في حياة الثورة ومشاعر هذه الشخصيات وليس سرد كل الأحداث" كما يقول كريم عامر.
 
توحدت في البداية مشاعر الغضب من الماضي والأمل في المستقبل، قبل أن تستبدل بمشاعر الإحباط واتهامات العمالة والخيانة.
 
أحمد وخالد شخصيتان تتبع مسارهما فيلم الميدان
​​أحمد حسن، ابن الطبقة العاملة، يتبادل السجائر مع أصدقائه ويأكل الفول، ويتمسك بمبادئه الثورية . مجدي عاشور، الإسلامي الذي عذب في زمن مبارك، يظل ثائرا متجاهلا دعوات الإسلاميين بمغادرة الميدان والذهاب لصناديق الاقتراع. كما يظهر خالد عبد الله، اليساري نجل الثائر المصري الذي يريد تصحيح البلاد وتمكين الفقراء.
 
احتدمت الخلافات بين أصدقاء الميدان.  يقف مجدي وسط أصدقائه الغاضبين مدافعا عن شعار " الدولة الإسلامية". وفي مشهد آخر، يشرح الثائر أحمد مفهوم الدولة المدنية التي "تتسع لكل أنماط المجتمع". يجلس أحمد وخالد على مقهى شعبي بعد وصول محمد مرسي إلى سدة الحكم. يتوقع أحمد نهاية الإخوان بسبب "طمعهم".
 
سقط مرسي واعتصم الإخوان في رابعة، وانضم إليهم مجدي، لكن مكالمة هاتفية جرت بين أحمد ومجدي يقول له في لغة تصالحية "خد بالك من نفسك". 
 
مع نهاية الفيلم، يقول أحمد ساخرا" احنا تعبنا شكلنا هنفضل في الشارع".
 
وهنا يتأهب الحاضرون لمناقشة ثورة مصر: هل حققت أهدافها؟ متى تتحقق؟ 

شعور بالتفاؤل رغم كل شيء
 
المخرجة الأميركية التي قالت لـ"راديو سوا" إنها تعكف على عمل وثائقي آخر عن مصر، تشعر بالتفاؤل نحو مستقبل المصريين، فالمحاربون القدامى في الميدان "لن تصمت إرادتهم وسيدافعون عن حريتهم". و استشهدت نجيم بحركة "الحقوق المدنية في أميركا التي لا تزال لم تحقق كامل أهدافها بعد".
 
يقول منتج الفيلم كريم عامر إن "المصريين عبروا عن قدرتهم على الوقوف ضد الفساد والظلم".
 
أما بالنسبة للمواطن الأميركي "بين" فثورة مصر تشبه "عيد الاستقلال الأميركي". وأمضى "بين" وقتا في القاهرة والإسكندرية خلال صيف 2011 من أجل الدراسة، ويقول إن "تحقيق الديموقراطية يستغرق وقتا هنا، لقد شهدت أميركا حربا أهلية بعد الاستقلال، وكان هناك انتكاسات، ولكن طالما يتعلم الناس من أخطائهم ويطلقون العنان لخيالهم، يمكنهم تحقيق حياة أفضل".
 
أما الأميركية "أمبيلي" التي عاشت في غزة لثلاث سنوات وسافرت إلى مصر، فقد قالت إنها حزينة "مما يحدث ضد أنصار مرسي الآن"، وتأمل في أن يلم المصريون الشمل.

وهذا شريط فيديو حول العرض الأول لـ"الميدان" في مقهى Busboys and Poets بالعاصمة واشنطن:

​​
"الميدان" على "نتفلكس"
 
حصلت شركة "نتفلكس" الأميركية الكبرى لعرض الأفلام على حق العرض الأول للفيلم الذي يتوقع ظهوره على قائمتها مطلع العام القادم، كما يتوقع عرض الفيلم في مدن رئيسية أميركية في 17 يناير/كانون الثاني القادم.
 
ورأت وسائل إعلام أميركية أن "نتفلكس" تسعى للحصول على جائزة الأوسكار من خلال أول وثائقي مصري تعرضه على قائمتها، كما أنها قد تتجه إلى إنتاج الأفلام الوثائقية، كما نشرت في تقارير إعلامية متعددة.
 
وبالنسبة لجيهان نجيم، فإن الهدف هو الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين، فالشركة لديها "قاعدة جماهيرية عريضة ومتنوعة".
 
وتدرك مخرجة فيلم "الصور النمطية السلبية عن العرب في الغرب"، أن عرض الفيلم في الغرب يساهم في تغيير هذه الصورة، وتقول "عندما عرض الفيلم في المدارس قال الأطفال لنا نحن لا نعرف شيئا عن مصر، وها نحن نرى المصريين يناضلون من أجل ما يؤمنون به".
 
فهل يبتسم المستقبل للمصريين؟ كم من الوقت يلزم لذلك؟