مصر: سندريلا وباربي إلى جهنم وبئس المصير! بذور الفتنة الطائفية تحت رعاية وزارية

نشر في 27-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 27-11-2008 | 00:00
 القاهرة - جيهان الغرباوي في إطار الهوس الديني، الذي صار يجتاح العالم أخيرا، ومثلما كوّن المتشددون في أميركا ما يسمى بمعسكرات يسوع، لتربية الأطفال منذ نعومة أظافرهم على المفاهيم الأصولية المسيحية المتطرفة، ظهر في مصر تيار مشابه.

إحدى الجمعيات الخيرية المعنية بتربية الأطفال الأيتام تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية تتبع نفس المنطق المغلوط، وتزرع التطرف والطائفية في عقل ووجدان الأطفال، الذين تتولاهم بالرعاية، فتعلمهم مثلا كراهية «بابا نويل» لأنه رجل غير مسلم ولا يصلي في الجامع، أما سندريلا فهي كما يظهر من صورها فتاة سيئة لن تدخل الجنة، لأنها تكشف شعرها ولا ترتدي الحجاب.

الطريف أن تلك الجمعية الخيرية، هي في الأساس جمعية أهلية خاصة وغير حكومية، تأسست بتبرعات طلبة كلية الهندسة في جامعة القاهرة، واتسعت وتعددت فروعها وصار لها في البنوك ملايين الجنيهات، وهي لا تحمل صفة الجمعية الشرعية الإسلامية كباقي الجمعيات الملحقة بالمساجد أو مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

يرأس الجمعية أستاذ مرموق بهندسة القاهرة ويحاضر بالجامعة الأميركية أيضا، ويقبل تبرعات المسلمين والمسيحيين معا دون انحياز طائفي يذكر، وهذا لا يمنع أن يسألك الأطفال فيها منذ زيارتك الأولى لهم «أنت مسلم ولّا مسيحي؟» وكأنهم يُؤّمِنون الطريق قبل أن يتورطوا معك في أي علاقة حب أو صداقة أو ود من أي نوع!

بعض هؤلاء الملائكة الصغار لم يتجاوز من العمر أربع أو خمس سنوات، لكنه على استعداد لأن يفتح معك دائما نقاشا طائفيا شائكا ساخنا في العقيدة والدين، يؤكد فيه (من باب إبداء حسن النية) كراهية زميله المسيحي في المدرسة، أو إعجابه بشخصية العروسة (فلة) لأنها محجبة ولا تكشف شعرها وساقيها مثل «باربي» ذات الشعر الأصفر التي سيدخلها ربنا النار!

المعروف أن الجمعية المقصودة، استطاعت في أقل من خمس سنوات أن تفتتح لها أكثر من 13 فرعا في أنحاء مصر، وتبلغ ميزانيتها عشرات الملايين من الجنيهات، ويعتبر نشاط رعاية الأطفال الأيتام هو أول وأهم أنشطتها الخيرية على الإطلاق، ورأسمالها الأساسي في الترويج لنفسها، خاصة في الدعاية واستثمار علاقاتها برجال الأعمال والإعلام، لجمع مزيد من التبرعات على التوالي.

يشرف على الجمعيات الخيرية في مصر عدة جهات رقابية، من شأنها التحقق من انضباط الوضع القانوني للإيرادات والمصروفات، ومراقبة وضع الأطفال الصحي وانتظامهم المدرسي، دون أن يكون لأي جهة صفة الاهتمام والتحقق من صلاحية الأفكار التي يتعاطاها الطفل في المكان!

back to top