أحدث ما أنتجته الجيوش الأوروبية.. "تشالنجر 2" دبابات بريطانية تقترب من ساحة الحرب الأوكرانية

تدريب سابق لجنود بريطانيين على دبابة "تشالنجر 2" التي تُوصف بأنها فخر الصناعة البريطانية (الفرنسية)

لندن – لا تدخر الدول الغربية أي جهد في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وكلما طال أمد الحرب، زاد السخاء الغربي في إرسال المزيد من الأسلحة للجيش الأوكراني، وجاء الدور هذه المرة على أحدث ما جادت به الصناعية العسكرية الغربية، ويتعلق الأمر بالدبابات البريطانية من الجيل الثالث من طراز "تشالنجر 2" (Challenger 2)، التي يصنعها الجيش البريطاني ويفكر في تسليمها للجيش الأوكراني.

وبدأت بريطانيا حملة التلويح بتقديم الدبابات الحديثة للجيش الأوكراني، لكن النقاش يدور حاليا حول قرار مشترك قد يتم اتخاذه في الـ20 من الشهر الجاري خلال انعقاد قمة تترأسها الولايات المتحدة وتضم الدول التي تقدم دعما عسكريا لأوكرانيا، وذلك للخروج بقرار مشترك لتسليم الجيش الأوكراني دبابات متطورة وفي مقدمتها دبابة "تشالنجر 2" البريطانية الصنع.

كما تتجه الأنظار للقرار الألماني حول إمكانية تزويد الجيش الأوكراني بدبابات من طراز "ليوبارد 2" (Leopard2)، وهي الدبابة الرئيسية لدى الجيش الألماني، وتتوفر عليها العديد من الدول الأوروبية، من بينها بولندا المتحمسة للفكرة لكنها تنتظر القرار الألماني.

فهل هذه الدبابات قادرة على تغيير قواعد اللعبة في الحرب الدائرة حاليا، خصوصا لو أضيفت إليها دبابات أميركية؟

يذكر أن أوكرانيا تمتلك نحو 300 دبابة فقط، منها من تضرر أو أصبح خارج الخدمة خلال الحرب.

فخر الصناعة البريطانية

تعتبر دبابة "تشالنجر 2" أول دبابة بريطانية الصنع بالكامل، وجاءت لتعويض الدبابات من طراز "تشالنجر 1″، وتعدّ هذه الدبابة هي الدبابة الرئيسية للجيش البريطاني، وتتميز بمدرعاتها المتطورة والقادرة على الصمود أمام الانفجارات الضخمة.

وتتوفر هذه الدبابة على مدفع من طراز "120 ملم"، وهو القادر على إطلاق مجموعة منوعة من الطلقات على دفعات متتالية، بما في ذلك القاذفات القادرة على اختراق الدروع وشديدة الانفجار، كما تمتلك الدبابة مدفعا رشاشا من عيار "7.62 ملم"، وأحدث الأنظمة الدفاعية لمواجهة الصواريخ المضادة للدروع، وتتميز بأنظمة الاتصال داخلها التي تمكنها من مسح دقيق لأرضية المعركة وتحديد الأهداف المعادية بدقة متناهية.

وتتمثل إحدى الميزات الأساسية في دبابة "تشالنجر 2" في درعها المتقدم الذي يوفر لها مستوى عاليا من الحماية ضد العديد من التهديدات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعبوات الناسفة أو الضربات الموجهة من مسافة قريبة، ويقول عنها الجيش البريطاني إنها "لم يسبق لها أن وقعت غنيمة لدى العدو في أي حرب".

وقد استعمل الجيش البريطاني هذه الدبابة خلال غزو العراق، ولا تمتلك هذه الدبابة -بالإضافة إلى بريطانيا- إلا سلطنة عمان، لكن العشرات منها توجد حاليا في إستونيا تحت لواء حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في إطار مهام مراقبة منطقة البلطيق.

ويجادل البعض في جدوى منح الجيش الأوكراني هذه الدبابات المتطورة، ويقول إن الجنود الأوكرانيين غير مستعدين للتعامل مع دبابة من هذا الطراز، في المقابل يرد آخرون بأن الجيش البريطاني درّب 10 آلاف جندي أوكراني خلال الفترة الماضية، مما يجعل بعضهم قادرا على التعامل مع 10 دبابات من هذا الطراز، وهو العدد الذي تقول بريطانيا إنها تنوي تقديمه للجيش الأوكراني.

عسكريون يرون أن الدبابة الألمانية "الفهد 2" قد تكون أفضل ما يمكن تقديمه للجيش الأوكراني في هذه الظروف (رويترز)

الفهد الألماني

من المتوقع أن يصدر قرار ثلاثي عن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا لتزويد الجيش الأوكراني بالدبابات، وإضافة للدبابة البريطانية "تشالنجر 2" البريطانية، هناك حديث في الأوساط الأوروبية عن دبابة "الفهد 2" (Leopard 2)، وهي الدبابة الرئيسية للجيش الألماني، ويتوفر عليها أكثر من 13 جيشا أوروبيا، مما يجعل من نلقها عملية سهلة عبر الحدود البولندية.

وحسب بعض الخبراء العسكريين الذين تحدثوا لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) دون الكشف عن هوياتهم، فإن الدبابة الألمانية قد تكون أفضل ما يمكن تقديمه للجيش الأوكراني في هذه الظروف. وحسب الخبراء أنفسهم، فإن استعمال هذه الدبابة يعتبر أسهل بالنسبة للجنود الأوكرانيين مقارنة باستعمال الدبابة البريطانية، لولا أن برلين ما زالت مترددة في اتخاذ هذا القرار، وتنتظر أن يتم اتخاذه بشكل جماعي وتحت قيادة الولايات المتحدة.

يقول الجيش الألماني إن الدبابة "الفهد 1 إيه 7" (LEOPARD 1 A7) هي أحدث الدبابات القتالية المتوفرة في العالم، ومن غير المعروف إن كانت هي التي سيتم تسليمها للجيش الأوكراني، أم نسخة "إيه 6" (A6) وهي الأكثر انتشارا ولها سمعة عسكرية جيدة عبر العالم.

وتستخدم دبابة "الفهد 2 إيه 6" (Leopard 2 A6) مدفعا رئيسيا من طراز "إل 55" (L55) يصل مدى طلقاته إلى أكثر من 4400 متر وأحيانا قد يبلغ 8000 متر، كما تتوفر الدبابة على محرك احتياطي، مما يمنحها قدرة على خوض المعارك لمدة طويلة.

وتتوفر الدبابة أيضا على درع جد متطور قادر على حمايتها من الهجمات المفاجئة ومن الصواريخ المضادة للدروع، وتشتغل بنظام التحكم في الإطلاق من طراز "بيري- آر 17 إيه 2" (Peri- R 17A 2)، الذي يعدّ من أحدث الأنظمة في الرؤية والتسديد ويتمتع بدقة عالية في إصابة الهدف، ويعمل هذا النظام في الليل كما في النهار.

وتستطيع الدبابة أن توفر لفريقها مجال رؤية بزاوية 360 درجة، إضافة للرامي الذي يستخدم جهاز الرؤية الليلية، وكذلك جهاز تحديد المسافة القادر على تحديد المسافة مع أهداف الجهة المعادية والذي يعمل بأشعة الليزر، ويبلغ أقصى مدى لهذا الجهاز 10 كيلومترات.

المصدر : الجزيرة