أسلحتها الدفاعية، والقطع العسكرية التي تُأمن وتحمي بها جيشها كما تشدد أواصر جنودها، ربما هي أسباب ثقة إسرائيل في جيش دفاعها، وهو ذات السبب الذي قاد إلى خلل بين أنظمتها العسكرية تباعًا، وأدى إلى وصفها يوم السابع من أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجومها على مواقع إسرائيلية في الأراضي المحتلة، بمفاجأة غير متوقعة.
وحتى يومنا الحالي، تحاول إسرائيل الإفاقة من صدمتها، حيث إن الهجوم على قطعها العسكرية وتدميرها بمثابة صاعقة في مسيرتها الدفاعية، ومن بين تلك العناصر التي احتمت وراء قوتها هي دباباتها وعلى رأسها الميركافا التي تكرر استهدافها من حزب الله اللبناني وحركة حماس، الأيام الماضية.
في 18 أكتوبر الماضي، أعلن حزب الله اللبناني استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية في موقع الراهب على الحدود جنوب لبنان، كما أنه في 25 أكتوبر الماضي.
نشر «حزب الله» اللبناني مشاهد لاستهداف دبابة «ميركافا» إسرائيلية في محيط ثكنة أفيفيم بالصواريخ الموجهة، وإصابتها بشكل مباشر، وبعد يومين، استهدف الحزب الدبابة في ثكنة «برانيت» الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة. وقال بيان صادر عن المقاومة الإسلامية في لبنان إن ذلك أدى إلى تدمير الدبابة وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح.
وبالعودة إلى عام 2001، تجد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تمكنوا من تفجير الدبابة خلال فيديو مُصور بالفيديو شرق مدينة غزة، مما أدى إلى إعطابها بعد إصابتها بشكل مباشر، وإصابة جنديين إسرائيليين. وحطمت حزب الله ثقتها في دبابتها بشكل كبير في حرب 2006 مع لبنان، بتكرار تدميرها تلك الدبابة، من وقتها لا تعلن كثيرًا إسرائيل عن أعدادها الأخيرة وكما تصنع من الميركافا.
Merkava Mk.4 هي واحدة من أعتى دباباتها العسكرية، بدأت في الدخول إلى ساحة القتال لدى إسرائيل في عام 2004، وهي عبارة عن نسخة متطورة من الدبابة Mk.3، ووصلت أعداد ذلك النوع تحديدًا في المجموعة الأولى من الدبابة، وهي صناعة إسرائيلية، إلى 360 قطعة واستعد الجيش الإسرائيلي لزيادة أعدادها حتى تصل إلى إضافة 300 دبابة أخرى، ولفترة طويلة لم تكن هذه الدبابات متاحة للتصدير، على الرغم من عرض بعض أنظمة ومكونات الخزان لعملاء التصدير.
ولكن في عام 2014 تصاعدت معلومات تفيد بأن إسرائيل ستقوم بتصدير عدد من هذه الدبابات إلى عميل لم يكشف عنه، ربما كانت كولومبيا، وتوصف ميركافا حتى وقتنا الحالي بأنها واحدة من بين أفضل دبابات قتالية رئيسية في العالم، كما أن نسختها الجديدة التي تقاتل في الأراضي المحتلة وتم قصفها هي أكثر الدبابات قدرة على الحماية عالميًا، وفقًا للموقع الإخباري الإسباني بالإنجليزية El País، كما أنها أكبر قليلًا من Mk.3 السابقة فيما تعتبر النسخة الجديدة الأبرز في قدراتها على الحماية في العالم.
تملك ميركافا درع جديد، مقارنة مع سابقتها ليتناسب مع تهديدات محددة، وتم إعادة تصميم هيكل لتركيب محرك جديد، كما يوفر المحرك المثبت في الأمام حماية أمامية محسنة، وجهزت إسرائيل الجزء السفلي من الهيكل لتوفير حماية أفضل ضد الألغام الأرضية، ووفرت لها نظام الحماية النشط Trophy، الذي يدمر الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات وتتضمن مجموعة الحماية أيضًا نظامًا متقدمًا لتحديد التهديدات والإنذار بها.
الدبابة مزودة بأجهزة استشعار محدثة وقدرات رؤية الواقع الافتراضي التي تسمح برؤية 360 درجة من خلال الدرع، علاوة على ذلك، فهذه أول دبابة في العالم مزودة بكمبيوتر مهام ذكي، والذي يدير مهام الدبابة. ويعمل هذا النظام المتقدم المزود بالذكاء الاصطناعي على تقليل عبء العمل على الطاقم، وخاصة قائد الدبابة. وهي مزودة بمعدات بصرية ليلية ونهارية مجهزة بشكل أفضل من معظم الدبابات للنجاة من هجمات الطائرات بدون طيار أو على الأقل لحماية طاقمها وتقوم ميركافا بدوريات على الحدود منذ فترة طويلة.
كما أن دبابة القتال الرئيسية هذه محمية بشكل جيد ضد الصواريخ الموجهة التي تطلق من الجو والأسلحة الهجومية المضادة للدبابات، وتتميز بمدفع أملس محسّن عيار 120 ملم، خضع للتطوير بواسطة الصناعات العسكرية الإسرائيلية IMI كما يمكن لدبابة القتال الرئيسية هذه إطلاق قذائف مختلفة من عيار 120 ملم، بما في ذلك صواريخ LAHAT المضادة للدبابات. يمكنها إطلاق جميع ذخائر الناتو القياسية ويتم تخزين عشر جولات في مجلة دوارة تعمل بالكهرباء وتكون جاهزة للإطلاق في أي وقت ويقوم اللودر باختيار نوع الذخيرة بشكل شبه تلقائي.
جهز الاحتلال دبابة القتال الرئيسية هذه بنظام جديد للتحكم في الحرائق، والذي يتضمن بعض الميزات المتقدمة للغاية. إحداها هو احتمالية الإصابة العالية بإطلاق النار على طائرات الهليكوبتر باستخدام الذخائر التقليدية، كذلك التسليح الثانوي يتضمن مدافع رشاشة متحدة المحور عيار 12.7 ملم و7.62 ملم. ويوجد مدفع رشاش آخر عيار 7.62 ملم مثبت أعلى السطح. علاوة على ذلك، تم تجهيز Merkava Mk.4 بقذائف هاون داخلية عيار 60 ملم.
تحتوي دبابة القتال الرئيسية هذه على نظام إدارة المعركة فهو يمكّن الطاقم من تخطيط المهام والتنقل وتحديث وعيهم بالموقف. كما أنها تبلغ عن الوحدات الصديقة وأهداف العدو. يجمع نظام إدارة المعركة المتكامل بين الدبابات ووحدات المدفعية المضادة للدبابات والمروحيات في فرقة عمل مشتركة، فيما تضم Merkava Mk.4 طاقمًا مكونًا من أربعة أفراد، بما في ذلك القائد والمدفعي والمحمل والسائق.
يسمح التصميم لدبابات القتال الرئيسية من سلسلة Merkava المزودة بمحركات أمامية، بإتاحة مساحة للقوات أو البضائع في الجزء الخلفي من الهيكل، ويرتكز التشغيل الأساسي لدبابة القتال الرئيسية من خلال محرك الديزل General Dynamics 883 V-12 ويولد قوة تبلغ 1500 حصانًا ويوفر قوة أكبر بنسبة 25% مقارنة بالمحرك السابق الذي تبلغ قوته 1200 حصانًا في Merkava Mk.3.
تطوير هذا المحرك في الأصل من قبل شركة MTU الألمانية، ولكن تم تصنيعه بترخيص من شركة General Dynamics Land Systems في الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدم نفس المحرك في دبابة القتال الرئيسية الفرنسية Leclerc، كما توجد حزمة المحرك وناقل الحركة في الجزء الأمامي من الهيكل ويمكن استبداله في الظروف الميدانية خلال 30 دقيقة.
وعلى المستوى التجارب الأولية للدبابة، التي تنضم إلى مجموعة الدبابات التي قررت إسرائيل صنعها بذاتها منذ عام 1970، خضعت ميركافا للتشغيل ضمن كتيبة عسكرية إسرائيلية في عام 2011، وخلال نفس العام، شهد العمل ونجا بنجاح من هجوم صاروخي. ومنذ ذلك الحين، اعترضت دبابات Merkava Mk.4 عشرات الصواريخ المضادة للدبابات، بما في ذلك الصواريخ الموجهة من طراز RPG-29 والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ومن بينها Kornet وMetis-M، ورغم قوتها ما زالت تخضع إلى القصف المدمر وتثبت لإسرائيل أن أسلحتها ليست بعيدة عن التدمير وتراجع قوتها يومًا بعد الآخر.
