المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

الفروقات بين الشيعة والسنة من الدين للسياسة.. هكذا ينظر الإعلام السويدي للسنة والشيعة

وفقا لتقرير se24 فإن الصراع السني الشيعي هو ممتد من 1400 عاماً ، ولكن في الزمن المعاصر ، لم يظهر الصراع إلا بعد 1979 وظهور الثورة الإيرانية الدينية التي بشرت بإحياء المذهب الشيعي بعد قرون طويلة من اختفاءه من الساحة السياسية والدينية ،  غير أن إيران فشلت في عملية  أحياء المذهب الشيعي  لخارج حدودها بسبب عراق صدام حسين  ،  ولن جاءت  الفرصة الحقيقية لإحياء المذهب الشيعي مرة أخرى في عام 2003 بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين ، حيث تم إحياء المذهب الشيعي  عربيا شرقاً وغرباً .




يعود أساس المذهب الشيعي فقهياً وليس سياسياً إلى الإمام جعفر الصادق وهو من أئمة الفقه لدى الشيعة والسنة على حد سواه ، حتى قال عنه الأمام السني  أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفقه من الغمام جعفر الصادق ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:  جعفر الصادق كان من سادات أهل البيت فقهًا وعلمًا .





واساس الخلاف  التاريخي بين مذاهب السنة ومذهب الجعفرية الشيعي  ليس الاختلاف في إمامة جعفر الصادق ، فأئمة أهل السنة تعتبر جعفر الصادق إماما فقهياً في الدين بالفعل وليس أماماً سياسياً كخليفة للمسلمين  ، ويتم الأخذ بفقه الأمام جعفر لدى أهل السنة المثبت لديهم فقط،  فحسب أهل السنة فأن الأمام جعفر  تم حفظ فقه من رجال دين ثقات ولم يدون بكامله ، كما حصل مع مذاهب الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل.




  الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر السابق وهو من اشهر رجال الدين السنة في الزمن المعاصر ، أجاز التعبد بمذهب الشيعة الاثني عشرية، وقال في نص فتواه “إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامة الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً کسائر مذاهب أهل السنة والمسلم غير ملزم بإن يكون على مذهب  لكي يعبد الله .. فيمكنك عبادة الله كمسلم بغض النظر عن كونك منتمي لمذهب .. ولكن المذاهب توضح للمسلم من يسأل عنه في دينه ” ،




 والجعفرية القديمة كانت سابقا  المذهب الخامس من مذاهب أهل السنة والجماعة الأربعة المعتمدة في الأزهر الشريف ،  ولكن تم  إخراجها   بعد توسع فقاءها المعاصرين في أحكاماً شرعية واجتهادات مخالفة لمذاهب السنة الأربعة .





وهنا الحديث عن المذهب الفقهي فقط ..حيث أن الحديث عن المذهب الجعفري الشيعي  بشكله السياسي  بدأ التصادم مع ظهور الثورة الإسلامية الشيعية في إيران وتصادمها مع الوهابية السنية في السعودية .





حيث عمد شيعة إيران إلى إحياء أفكار صفوية تتعمد إهانة وتكفير صحابة الرسول وزوجته عائشة والطعن في الخلافة الراشدين الثلاثة قبل على أبن أبي طالب ..واستخدام الفتن التي حدثت بعد مقتل الخليفة عثمان أبن عفان والحسين بن على ابن أبي طالب أساساً في الخلاف السياسي . بجانب الخلاف في العقيدة والفقه 





 الأمر مختلف حيث وجد التصادم بين السنة والشيعة منذ أن أن خرجت مجموعة من المسلمين رافضة أي إمامه أو فقهة لا يتبع الإمام على ابن طالب وأولاده وذريته .. وهو ما رفضه أغلب المسلمين الذين اعتبروا أن الدين الإسلامي والرسالة النبوية  لم تكن بالوراثة لا في الإمامة ولا في الخلافة كما يعتقد الشيعة ، وقد تطور الصدام عسكرياً وسياسياً طيلة 1400 عام ..





وفي حقيقة الأمر كما يقول ريتشارد كونهان وهو مؤرخ بريطاني ، فإن هذا الصدام لا علاقة له بالدين الإسلامي الا ظاهريا حيث كان صراع على السلطة فقط  خصوصا بعد وفاة الأمام على بن طالب، ولكن في مجتمعات تقدس الدين فلا يمكن جذب الأنصار إلا بشعارات دينية  . 




وعودة لموضوع الخلاف الفقهي لا السياسي بين الشيعة والسنة  فإن مشايخ كثير من أهل السنة دعوا  للتقارب بين جناحي  السنة والشيعة على أن الدين عند الله الإسلام، وأن الطريق إليه كتاب الله، وسنة نبيه، وأن القرآن هو الذى بين الدفتين دون زيادة أو نقصان، وإن اختلفوا في شيء ففي ببعض أسباب النزول، أو في فهم بعض الآيات، ورغم وجود الكثير من شيوخ وأئمة السنة وأيضا الشيعة التي تدعوا للتقارب وجعل الخلاف الفقهي في الاجتهاد فقط .. إلا أن الخلاف هو كبير ويزداد بتغذية الصراع السياسي ..





فالشيعة المسلمين هم اقلية ولا يتجاوز عددهم 250 مليون مسلم يتوزعون في 8 دول وأغلب الشيعة هم من غير العرب ويعيشون كا اقلية في الدول التي ينتمون لها ولا يوجد إلا غيران واذربيجان الدول المصنفة شيعية كاملا ، بينما تكون العراق ولبنان هي مراكز الشيعة الكبرى في منطقة الشرق العربي مع تواجد ملحوظ للشيعة في دول الخليج واليمن والمغرب .. بينما السنة يتجاوز عددهم 1.4 مليار ويتوزعون على 50 دولة إسلامية.

خريطة من المصدر الغربي توضح التوزيع للشيعة والسنة جغرافيا 

أخضر السنة

برتقالي الشيعة

أحمر طائفة امتداد للمذهب الشيعي





 لكن مع هذا الاتفاق يختلف الشيعة في أشياء فقهية .. :

معرفة الله ورؤيته

بعد أن اتفق الشيعة والسنة على أن معرفة الله واجبة على كل إنسان واختلفوا في مصدر هذا الوجوب: هل هو العقل أو الشرع؟ قال الشيعة أن معرفة الله تجب بالعقل، لا بالشرع، وأضافوا أن رؤية الله محال وغير ممكنة لا في الدينا ولا في الآخرة.




بينما رأى السنة، أن معرفة الله تجب بالشرع  – والعقل للتفكر في خلق الله ، أما بخصوص رؤيته فقال بعض السنة، رؤية الله ممكنة في الدينا والآخرة، والبعض قال بإمكانها في الآخرة فقط.

السنة النبوية 

يتفق السنة والشيعة على مكانة النبي الكريم وفضله وعلى وجوب العمل بالسنة النبوية، واختلفوا في طريق ثبوتها .. فكيف نصل لأفعال وأقول  النبي ؟ فالسنة أوجدوا طريق عبر الصحابة والتابعين من الثقات ووفقا لعلم منهجي .. بينما الشيعة أوجدوا طريق عبر ذرية علي ابن ابي طالب ومن ناصره فقط . وهنا ظهر اختلاف كبير في رؤية والسنة والشيعة لأقوال وأفعال النبي لاختلاف مصادر التتبع ؟.



الشيعة تعتقد أن الخلافة والحكم هو ديني ومحصور في ذرية الإمام على ابن ابي طالب بعد الرسول،  ، ومن بعده تكون الإمامة في المعصومين من ذريته ، وأن الرسول هو الذى حدد ذلك، بينما يرى السنة أن النبي محمد مات ولم يحدد للأمة الإسلامية خليفة من بعده ولم يتم تشريع الديانة الإسلامية بالوراثة لا في الحُكم ولا في الفقه .



العصمة

يرى الشيعة بأن الله أعطى للأنبياء العصمة ثم للأئمة وذريتهم ليكونوا دليل المسلمين ومرجعهم، بينما يعتقد السنة بأن العصمة للأنبياء فقط ولا احد معصوم وكل إنسان بخلاف الأنبياء يخطأ ويُصيب ويمكن قبول ورفض ما يقوله  .

الصحابة

يعتقد كل من الشيعة والسنة أن الصحابة بشر يخطئون ويصيبون، إلا أن الشيعة يعتقدون بأن الصحابة منهم العادل والفاضل، ومنهم المنافق والفاسق، بينما يرى السنة بأن الصحابة المقربون من النبي  كلهم عدول  .



الإمام علي ابن ابي طالب .

يعتقد كل من الشيعة والسنة أن الإمام علي ابن أبي طالب وابناءه الحسن والحسين احفاد النبي هم بمنزله رفيعة ومبشرين بالجنة ومن أهل البين الذي يجب محبتهم ومؤدتهم ، إلا أن الشيعة جعلوا أن الإمام فقهيا وسياسيا في الإمام علي ابن ابي طالب وأولاده وذريتهم وجعلهم معصومين وإن فعلهم هو أوامر الله .. بينما يرى السنة إن هذا غير مقبول ولا يوجد عصمة ولا تفضيل في الإمامة لذرية الإمام على ابن ابي طالب فكل إنسان بعمله .



زوجات الرسول

يرى الشيعة أن أمهات المؤمنين منزهات عن الرذائل، إلا أن عائشة خالفت شرع الله وخرجت عن ذلك بفعلها .. كما خرجت عن الإمام علي ابن أبي طالب وحاربته   ا، بينما يترضى السنة عن عائشة  ويعتبرونها من أحب الناس إلى الرسول ولها الأجر في سرد الحديث النبوي ، وإنها زوجته في الجنة. وإن مشاركتها في قتال علي ابن ابي طالب كان في ظل فتنة كبرى بين الصحابة وقد تصالحوا جميعاً




المهدى المنتظر

يتفق كلا الطرفين على ظهور شخص صالح سوف يملأ الأرض عدلًا يلقب بالمهدى لكنهم يختلفون حول شخصيته، حيث يعتقد الشيعة أن المهدى قد ولد بالفعل وهو هو محمد بن الحسن وهو الإمام الثانى عشر وأنه دخل سرداب ويوجد مراسلات بينه وبين المسلمين من خلال سفراء ورجعيات الأئمة الشيعة ، بينما يعتقد السنة بأن هذه تخاريف ,ان المهدى هو شخص اسمه محمد بن عبدالله على صفة الرسول الكريم  ويكون من نسل فاطمة الزهراء  ويولد ويظهر اخر الزمان .



التوسل بالصالحين

بينما يرى الشيعة جواز الاستغاثة بالعباد الصالحين كالأئمة والأنبياء وبناء القبور والتوسل بالأموات الصالحين ووجوب زيارة مقابر الأئمة والاحتفال بأحداث تاريخية لائمة أهل البيت ، يعتبر علماء السنة أن هذا من البدع ولا أسا فيه لشرع أو دين .. وأن هذا الفعل مستحدث بعد وفاة الرسول الكريم بمئات السنين ، وقد يرى جزء من علماء أهل السنة  جواز التوسل  بالنبي محمد فقط، ولكن الجمهور    يحرم التوسل تحريمًا مُطلقًا ويعتبر التوسل لله فقط ولا يجوز التوسل بالأموات 



زواج المتعة

يرى الشيعة أن زواج المتعة “مباح” بينما يرى السنة أنه كان مباح وتم تحريمه في حياة الرسول الكريم  

الأذان والصلاة

أذان الشيعة يختلف عن أذان السنة، حيث يحتوى الأول على زيادة” وأشهد أن عليا ولى الله”. وتكون الصلاة ممكن بجمع الصلوات بدون عذر والصلاة المنفردة بدون الجماعة مع عدم ضم اليدين اثناء الصلاة .. بينما لدى السنة أن أساس الصلاة في جماعة ويجب الصلاة في وقتها ولا يجوز الجمع إلا لعذر شرعي





الأحكام الفقهية :-

يهتم المذهب الشية بالطقوس والشعائر المذهبية أكثر من مظاهر العبادات ، بخلاف المذهب السني الذي يهتم بمظاهر العبادات أكثر بمظاهر الطقوس والاحتفالات الدينية ،  كما يوجد اختلاف في عدد طريقة الزواج والطلاق  فالشيعة لا ضرر أنت تم تطليق المرأة عشرات المرات ..فهي تعود لزوجها بينما لدى السنة الطلاق ثلاثة ثم لا يجوز عودة المرأة لزوجها إلا بشروط  – وهناك اختلاف في وقت بدء الصوم والافطار في رمضان واختلاف في تشريع الخمس وهي محل خلاف كبير . وقد يجد القارئ اختلافات في العديد من الاحكام الشرعية عند قراءة النصوص الفقهية بين المذهبين .. وقد يجد اتفاق في الكثير أيضا من المسائل الفقهية .