4 خصائص لأسماء الله الحسنى

الله

الله الإله الواحد الذي لا شريك له، هو الخالق الذي خلق وسوى فأبدع في خلقه، فكان هو البديع الذي لا يحيط بصنعه باطل ولا نقصان، فكان هو الحق والكامل، هو المتفرد في صفاته، يحيط بكل شيء علماً ولا يحيط شيء به. هو الرحمن الرحيم، وسعت رحمته كل شيء، فكتب على نفسه المغفرة لعباده التائبين فكان وحده التواب، واسع المغفرة. هو العليم، الذي لا يخفى عنه شيء في الأرض ولا في السموات، أقرب إلى عباده من حبل الوريد فكان هو القريب. الله وحده القهار القادر العزيز الذي لا إله إلا هو، وفي كتابه العزيز يقول “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” … وهو الذي خصّ نفسه بأسمائه الحسنى، التي سنتحدث عنها في هذا المقال وسنعرف الكثير من دلالتها وخصائصها.

أسماء الله الحسنى

يقول المولى عزّ وجل في كتابه العزيز “وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”، وأسماء الله الحسنى هي أسماء خصّ الله بها نفسه وأخبرها للمؤمنين، وهي أسماء تشمل جميعها صفات الله وذاته، وكل صفة علامة من علامات الكمال، فلا يحيط بأسماء الله الحسنى لا عيب ولا نقص، وهي وسيلتنا للدعاء لله، حيث نتوجه إليه سائلين خاشعين حيث نقول “يا قادر، يا عزيز، يا رحمن، يا جبار، يا شفيع، يا مجيب .. إلخ”.

خصائص أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى لا تحصر ولا تعد

  • في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أحد الأدعية التي علمنا إياها ذكر أن لله أسماء لا نعلمها، حيث وردت في رواية ابن مسعود رضي الله عنه في دعاء الكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّتَ بهِ نفْسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمتهُ أحداً من خلْقك، أو استأثرت به في عِلْمِ الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي …” إلى أخر الحديث، والشاهد هنا من هذا الحديث، قوله صلى الله عليه وسلَّم: “أو استأثرت به في عِلْمِ الغيب عندك”.
  • و أما عن جملة “أو استأثرت به في علم الغيب”، فإنما هي دليل على أن لله أسماء أخرى لم يذكرها في القرآن الكريم، كذلك لو يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد من أحاديثه، ولله حكمته في عدم تبليغنا بها.
  • وقد يرى البعض أن هناك تناقضاً بين الحديث السابق والحديث الذي يقول “أن لله تسعةً وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنَّة”.
  • ولكن الأمر لا يدل على التناقض، بل الحديث الأول يخبرنا أن هناك ما لم نحط به من أسماء الله الحسنى، أما الحديث الآخر فإنه لا يعطي حكماً مطلقاً بأن عدد كل أسماء الله يصل إلى 99، فهنا غرض ذكر العدد لا يعني بالضرورة أنه يحصرها جميعاً، لكن القصد هنا أن ما وصلنا وما بلغ إلى علمنا من أسماء الله فعددها 99 اسماً، علينا معرفتها وإحصائها ودراستها.

أسماء الله الحسنى هي صفات من الممكن تفسير معانيها

  • فكل أسماء الله الحسنى عبارة عن صفات من الممكن شرح معناها، وليست أسماء جامدة .. ومثال على ذلك كلمة “حجر” هي اسم يدل على الحجر لكن لا يفسر معناه، لكن الأسماء التي خصّ الله بها نفسه هي عبارة عن صفات كل واحدة منها تفسر معنى وشيء خصّ الله به نفسه.
  • فكلمة “الله” مشتقة من كلمة الألوهية، وهي صفة ينفرد الله بها وحده دون غيره، فهو الإله الواحد.
  • والاسم الواحد من أسماء الله الحسنى قد يتضمن أكثر من صفة، ومثال على ذلك اسم “الخلّاق” فهي صفة لله الذي يخلق، لكن الخلق أيضاً يقتضي القدرة والعلم والإبداع، لذلك فالخلاق تعني القادر المبدع والعالم بكل شيء.
  • مما سبق نستنتج أن أسماء الله الحسنى تنقسم إلى قسمين وهم الأوصاف والأعلام .. فإن كانت تدل على ذات الله فهي تحمل في طياتها اسم العلم، وإن كانت تدل على معنى فهي تعتبر صفة.

أسماء الله الحسنى مترادفة في الدلالة ومتباينة في المعاني

ولابد في البداية أن نقوم بشرح الفرق بين كلمة التباين وكلمة الترادف:

  • والتباين هو: وجود اختلاف في لفظ ومعنى الاسم، مثل الاختلاف بين كلمة الماء، وكلمة الهواء، فلكل منهما لفظ ومعنى مختلف.
  • الترادف: هو أن يكون للاسم لفظ مختلف ولكن معنى واحد، فمثلا كلمة “القلب” و”الفؤاد” كل منهما له نفس المعنى لكن لكل منهما لفظ مختلف.
  • لذا أسماء الله جميعها مترادفة، حيث أن كل الأسماء تدل على شيء واحد وهو الله، ليس هناك اسم يخص أي أحد غير الله فجميعها تدل على ذاته، ولكن حين يكون الاسم مقصود به المعني هنا تصبح الأسماء متباينة .. يمكننا شرح ذلك عن طريق الأمثلة:

إذا أخذنا بعض الأسماء من أسماء الله الحسنى بحيث نقول “الواحد، القهار، الخالق، الرحمن، السميع، المهيمن، الأول، الأخر” .. فهي مترادفة لأنها جميعها ترجع إلى الله وذاته، فالله هو المهيمن، والله هو السميع .. إلخ.

لكن لو سألنا ما معنى ” الواحد، وما معنى القهار، وما معنى الخالق، وما معنى السميع؟”. فإن الإجابات ستكون مختلفة لأنها صارت تخص معنى الصفة التي نصف بها الله عز وجل. مما سبق نعرف أن أسماء الله الحسنى مترادفة في الدلالة، لكنها مختلفة في المعاني.

أسماء الله الحسنى متوقفة على ذكرها في الشرع
فأسماء الله الحسنى توصف بأنها توقيفية، أي أنها تتوقف على ما جاء منها في الشرع، ولا يمكن تسمية الله أو وصفه بكلمة لم يتم ذكرها في القرآن أو في الحديث الشريف، وقد تم ذكر ذلك في القرآن والسنة النبوية على النحو الآتي:

حرّم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن نقوم بوصفه بصفة لا نعلمها ولم ينزل هو بها سلطاناً مبيناً يوضحها، حيث قال عز وجل “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” كذلك قال سبحانه وتعالى “وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً”

بعض الأسماء المحرم تسمية البشر بها

  • الله هو الإله الخالق، فلا يجب أبداً أن يسمى أحد من عباده الذين خلقهم بإسم هو لله وحده، فلا يجوز إطلاق الأسماء الدالة على ذات الله على العباد، من الأسماء التي يحرم تسمية البشر بها اسم “الله”، اسم “الرحمن”.. لأنها أسماء تخص الذات الإلهية ولا تدل على صفة مطلقة.
  • لكن بعض الأسماء من الممكن تسمية العباد بها، لأنها يدل بها على الصفة ذاتها وليس ذات الله، مثل اسم “رحيم” فهي تدل على صفة الرحمة واشتقاق الاسم منها، كذلك اسم “حكيم” فهي تدل على صفة الحكمة وتم اشتقاق الاسم منها.

بعض الآيات التي ذكرت فيها أسماء الله الحسنى

وأسماء الله الحسنى ذكرت في آيات متفرقة في القرآن، وبعض الأسماء تم تكرارها ومن الآيات التي ذكر الله فيها اسمائه الآتي:

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز:

“قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ”.. سورة الرعد

  • وكذلك قال:

“اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” .. سورة البقرة

  • وقال عزّ وجل:

“خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ” .. سورة الزمر

  • وذكر الله أيضاَ:

“وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” .. سورة يوسف.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *