تخطي إلى المحتوى الرئيسي
فرنسا - ديانة

"محراب بوكس": مسجد محمول وخشوع مقابل حفنة من اليوروات

مسجد محمول فيه محراب يشبه محراب المسجد الأقصى أو المسجد النبوي، سجادة تركية، أضواء كأضواء ثريا المساجد ومكبر صوت ينادي للصلاة وقريبا شاشة تصحح لك أخطاء تلاوتك للقرآن تعمل بنظام إلكتروني يعطل جميع اللعب الالكترونية الموجودة في البيت وقت الصلاة: هذا هو "محراب بوكس"، الذي بدأ تسويقه منذ أيام في فرنسا وخارجها.

إعلان

 المحراب عند المسلمين "بدعة حسنة" على حد قول مؤسس "محراب بوكس" الإمام حسن بونمشة، لم تكن موجودة في حياة الرسول محمد بل جاء بها خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، وهي عبارة عن نتوء في منتصف جدار المسجد المواجه للقبلة تدل على اتجاهها، يقف فيها الإمام وتساعده على إيصال صوته للمصلين البعيدين عن الصف الأول.

 

قميص أبيض ولحية طويلة وأصحاب من مطربي "الراب"
ومن أجلها جاءت فكرة إمام مسجد أوبرفيلييه بالضاحية الباريسية حسن بونمشة الذي يعد "ظاهرة لوحده"، تونسي الأصل، له موقع إلكتروني يثريه شخصيا بخطبه ولقاءاته وفيه أركان خاصة بالرقية، يملك مطعما إيطاليا للأكل الحلال بباريس، يجول بقميص أبيض ولحية طويلة، يحدث الشباب بلغتهم وكلماتهم ومن أصحابه بعض مطربي موسيقى "الراب".

محراب المسجد المحمول مصنوع من البلاستيك أو من الورق المقوى أو من الخشب، طوله قد يصل إلى المترين، لونه يختلف من الوردي للنساء والأطفال إلى الأزرق والرمادي للرجال. سعره يتراوح من 69 يورو إلى 450 يورو للذي يضم مكبر صوت ينادي للصلاة وأضواء منيرة كأضواء ثريا المساجد، على أن يسوق قريبا نموذج بحجم أصغر وبديكور ثمنه قد لا يتعدى خمسين يورو.

"يجب خلق محيط يساعد على التركيز لبلوغ الخشوع"

وفيما انتقد العديد من رجال الدين، خصوصا في المشرق العربي، عملية حسن بونمشة حيث رأوا في الأمر بدعة يسعى صاحبها من وراءها إلى جمع المال خصوصا أنه كان يفترض أن يحث المصلين على الذهاب إلى المسجد وليس العكس، تبنى آخرون - من رجال دين وأصحاب محلات ومطاعم وحتى بعض المساجد - محرابه لحسن مظهره وجماله.

ودافع الإمام حسن بونمشة، أو كما يسميه الجميع "عمي حسن"، في اتصال مع فرانس 24 قائلا: "الصلاة لحظات اتصال مع الخالق، يجب خلالها قطع جميع الصلات الأخرى، لذلك يجب خلق محيط يساعد على التركيز لبلوغ الخشوع كما لو أننا في بيت من بيوت الله".

بونمشة يستشهد ببعض الأئمة
ويرد على منتقديه قائلا "الأمر ليس حراما، فمحراب بوكس لم يكن أبدا ليحل محل المسجد ولكن أنشئ خصيصا للنساء والأطفال الذين ليسوا مجبرين على الذهاب إلى المسجد ولصلاة النوافل بالنسبة للرجال وخاصة للثلث الأخير من الليل، أو للأشخاص الذين لا يوجد مسجد بالقرب من سكنهم خاصة في البلدان الغربية"، ويضيف "لعل الفكرة تبقى غامضة بالنسبة للكثيرين، فبمجرد سماع مسجد محمول ومحراب من الورق يخيل بأن الأمر بدعة، وتعد على صورة بيت من بيوت الله ولكن بعد مشاهدة المحراب فالكثير غير رأيه بدليل أن الكثير من العلماء المسلمين المعروفين في العالم، أبرزهم الشيخ سعد البريك وعبد الله بصفر وعمر عبد الكافي، تبنوه وهم يصلون خلفه..."

ويبقى الإمام بونمشة متحفظا في حديثه عن الأمور المادية والأرباح التي حققتها مؤسسته التي تسوق "محراب بوكس" ويكتفي بالإجابة "أنا متفائل جدا من النجاح والإقبال الذي حققه محراب بوكس لغاية الآن، فالطلبات كثيرة خاصة من فرنسا بعد مشاهدته في معرض لوبرجيه في شهر نيسان/أبريل، ومن بلدان أوروبية أخرى مثل بلجيكا وهولندا، وآمل أن أبيع ما لا يقل عن ألف وحدة في غضون عام".
 

 

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.