تخطي إلى المحتوى الرئيسي
مهرجان كان 2016

وودي آلن يحمل رومانسية وسحر هوليوود إلى مهرجان كان

موفدة فرانس24 إلى كان – افتتح مهرجان كان في نسخته الـ69 مساء الأربعاء بعرض فيلم "كافيه سوسايتي" للأمريكي وودي آلن في قاعة "مسرح لوميار الكبير" في قصر المهرجانات. ويسجل المخرج الشهير رقما قياسيا بثلاثة أفلام افتتاحية في كان، إذ سبق وأعطى "هوليوود إندينغ" في 2002 و"ميدنايت إن باريس" في 2011 إشارة الانطلاق لأبرز حدث سينمائي في العالم.

بطلي فيلم "كافيه سوسايتي"
بطلي فيلم "كافيه سوسايتي" gravier productions
إعلان

يؤكد اختيار فيلم "كافيه سوسايتي" لوودي آلن لافتتاح مهرجان كان 2016 رغبة المنظمين تغليب الطابع الاحتفالي والحفاظ على سمعته المتميزة بالأناقة والألق والتي صنعت شهرته، على أجواء التخوف من خطر التهديد الإرهابي. فالفيلم الـ46 لعبقري السينما الأمريكية فيلم "طنان" كما هو معهود في الافتتاح، وكل خروج عن هذا الناموس يثير استياء الجمهور ويتهم المهرجان بالكساد والكآبة.

فبدى للعديد أن فيلم افتتاح النسخة الماضية، "الرأس عاليا" لإيمانويل بيركو، كان الهدف وراءه إضفاء نوع من الهيبة والجلالة للمؤسسات الفرنسية بعد اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015، لما ميزه من إشادة بالمربين وبالنظام القضائي. لكن تلك الرسالة السياسية لم تمر سينمائيا، فها هي النسخة 69 وبعد اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر تخير عبر "كافيه سوسايتي" الفكاهي والمؤثر، السحر والجمال والنجومية وقلب السينما النابض حياة على الإشارات السياسية الثقيلة. وكأن الإبقاء على التوجه المعتاد للمهرجان أفضل بيان يؤكد عدم الرضوخ لما يهدد "نمط العيش على الطريقة الفرنسي".

ملف مهرجان كان 2016

وكان وودي آلن، وهو في الثمانين من العمر، قد حضر كذلك المهرجان العام الماضي بفيلم "إيراشيونال مان"، دائما وكالمعتاد خارج المسابقة، إذ يرفض المخرج قطعا المشاركة فيها. ورغم تفاديه للمسابقات، فوودي آلان من الوجوه المألوفة في "كان". ومن الوجوه المألوفة الأخرى التي تشارك من جهتها في المسابقة هذا العام نذكر الأخوان دردين اللذين فازا بالسعفة الذهبية مرتين، وكين لوتش الذي أحرز جائزة لجنة التحكيم ثلاث مرات، وبابلو آلمودوفر الذي شارك في المسابقة ثماني مرات وغيرهم... وجوه معهودة وفيلم الافتتاح ذي جمالية رمزية، كل شيء يؤشر بنسخة بهية واستعراضية تمطر نجوما (ومطرا أيضا !).

وهذه هي المرة 14 التي يعرض فيها فيلم لوودي آلن في المهرجان السينمائي الأبرز في العالم. وقال آلن لفرانس24 إن "كان فرصة جميلة للقاء الأصدقاء والعديد من مهنيي السينما"، مضيفا أن له "الحظ في قضاء بضعة أيام هي بمثابة عطلة". وتابع "أنا وزوجتي نحب كان كثيرا وأستمتع بقيادة السيارة على امتداد الساحل، وأنا صورت هنا كثيرا وحتى عشت بضعة أشهر في موجان المجاورة".

الصورة : مهدي شبيل
الصورة : مهدي شبيل

وما يجهله العديد هو أن وودي آلن يرفض المشاركة في السباق نحو السعفة الذهبية من مبدأ أن مقارنة أفلام لا تتناول نفس الموضوع أمر عبثي. لكنه أحرز "رغما عنه" عام 1985 بفيلمه "وردة القاهرة الحمراء" جائزة النقاد الدولية التي تحكم كل الأفلام المعروضة في المهرجان. وإن كان قد فاز أربع مرات بجوائز الأوسكار فقد رفض تسلمها في كل مرة.

وأجمع أغلب من حضر عرض "كافيه سوسايتي" الأربعاء على أن فيلم وودي آلن "خفيف الروح"، وأن وصفته ملائمة لهذه المناسبة. فهو يدور في هوليوود، ويسرد قصة الشاب بوبي (من بطولة جيسي آيزنبرغ) الذي يعيش في نيويورك في ثلاثينات القرن الماضي وسط عائلة كثيرة الخصام تملك متجرا لبيع المجوهرات، وتتميز بتناقض شخصيات أفرادها.

فالأخ يدور في فلك الإجرام في حين أن الأخت متزوجة من مثقف. وهربا من هذا الوسط الضيق، يتوجه بوبي إلى هوليوود بحثا عن العمل في مجال السينما، حيث يساعده خاله فيل، مدير أعمال كبار النجوم وصاحب النفوذ الكبير. ويقع بوبي في غرام سكريتيرة خاله، فيجد نفسه غارقا في فورة عالم من الفنانين وحرفيي المهنة.. لكن قلب حبيبته ممزق بينه وبين فيل!

الحياة كوميديا يكتبها مؤلف سادي

فعبر سيناريو "مثلث الحب" الكلاسيكي وما يفرزه من أحاسيس الفشل والشوق والغيرة، رسم وودي آلن روح البراءة والانتهازية التي يولدها المال وصراع القيم بين التحايل والصدق. ودون أن يتخلى عن روح الفكاهة والمواقف الكاريكاتيرية والساخرة التي تولد الضحك، تناول المخرج صاحب هذا الأسلوب الفريد كل ما طبع تلك الفترة وعكس جو عالم صناعة السينما في بدايات القرن العشرين.

وكان حفل الافتتاح على نفس الموجة الرومانسية، إذ استهله مقدم الحفل لوران لافيت بتبادل قبلة ملتهبة مع الممثلة الفرنسية كاترين دونوف.

وقال وودي آلن لفرانس24 إنه نادم على العديد من الأشياء، بينها "الوقت الذي أضعته في المدرسة، فوددت أن أجرب الحياة أكثر. وإن كان بإمكاني أن أعيد كل شيء منذ البداية لتمنيت أن أكون راقصا أو موسيقيا". من جهته، يقول بوبي في الفيلم "الحياة كوميديا يكتبها مؤلف سادي"، وإن كان وودي آلن لم يظهر في الفيلم كما سبق وأن فعل مرارا، فلا شك أنه يحضر عبر هذه المقولة التي تشير إلى الإبداع كقوة خلق. فها هو بأفلامه يصنع حياة متعددة الوجوه، وهو فيها الراقص والموسيقار ومحرك الدمى...

ويتقمص أدوار بطولة فيلم "كافيه سوسايتي" الممثل جيسي آيزنبرغ نجم فيلم "ذا سوشال نيتوورك"، والممثلة كريستين ستيوارت بطلة فيلم "توايلايت"، وفي الكاستينغ أيضا سيف كاريل وبلاك ليفلي. ومن الحكايات الصغيرة التي خلقت الحدث خلال صعود المدرج المغطى بالسجاد الأحمر ليل الافتتاح، ظهرت بلاك ليفلي حامل فاحتفت صحافة المشاهير بالخبر.

وكريستين ستيوارت ممثلة صاعدة ظهرت في مهرجان كان 2014 إلى جانب الفرنسية جوليات بينوش في رائعة "سيلس ماريا" للفرنسي أوليفييه آساياس، الذي أحرز جائزة "سيزار" عن نفس الفيلم. وتملك ستيوارت موهبة مميزة جعلتها تنافس أكبر أسماء الفن السابع. وستظهر الممثلة في هذه النسخة 69 من مهرجان كان في فيلم آسياس الجديد "المتسوق الشخصي"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية، ولعب ستيوارت مرتقب إلى حد أن البعض يتوقع فوزها بجائزة أفضل ممثلة حتى قبل انطلاق الفعاليات.

وقال وودي آلن لفرانس 24 إن الممثلين، وخصوصا ستيوارت وآيزنبرغ، لم يرهبا عدسته "فرغم أنهما في عمر الشباب فهما بارعان جدا وعملا مع مخرجين مختلفين، فتركت لهم حرية التمثيل كما يريدان إذ لدي بالفطرة احترام كبير للممثلين".

وتابع المخرج "أحيانا تخرج فيلما وتعتقد أنه بسيط، فإذا به يبهر كل العالم، وأحيانا تظن أنه خارق فيلاقى بالاستهجان"... هذا هو حال السينما، أحيانا ترفع صاحبها درجات وأحيانا أخرى تنزله إلى الأسفل. أما عن درجات مهرجان كان فيقول المخرج الفرنسي كلود لولوش الحائز الجائزة الكبرى عام 1966 "كان هو قبل كل شيء مدرج، مدرج سهل الارتقاء... وصعب الهبوط". فمن من المتبارين الـ 21 سيصعد هذا العام سلم الفن السابع؟
  

مها بن عبد العظيم

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.