عبد الفتاح الجريني: والدتي تُفسد حفلتي ولا أستطيع الغناء أمامها

عبد الفتاح الجريني,والدتي,لا أستطيع الغناء,الغناء,الزواج,وفاة والد,الأغنية,سماع,عالم التمثيل,التمثيل,التقديم التلفزيوني,البرامج التلفزيونية,المطربين الأجانب,الدول الأوروبية,ألبوم الجديد,تقديم البرامج

محمود الرفاعي (القاهرة) 21 مارس 2015

رغم نجوميته وقدرته على الغناء أمام جماهير عريضة، إلا أن هناك إنسانة واحدة لا يستطيع الغناء أمامها. المطرب عبدالفتاح الجريني يتحدث عن أسباب تأجيل ألبومه، وتجاربه مع تقديم البرامج، ومنافسته نجوم غناء عالميين مثل بريتني سبيرز وبيغ يانغ، والأصوات التي يحب الاستماع إليها، كما يتكلم على عائلته، وسبب تأخر زواجه، وغيرها من الاعترافات الصريحة في حوارنا معه.


- أعلنت منذ فترة طويلة تحضيرك لألبومك الغنائي الجديد، لكن حتى وقتنا هذا لم يطرح، فلماذا تم تأجيله طيلة هذه الفترة؟
تأجيل طرح الألبوم لم يكن بيدي، فهناك أسباب عدة كانت وراء ذلك، منها الظروف التي مرّ بها وطننا العربي منذ ما يقرب من خمس سنوات، من ثورات وتظاهرات، وبالتحديد في مصر، وأيضاً تعاقدي على تقديم برنامجين تلفزيونيين، هما «كوك استوديو» و «ريفلاكس».
ولا أنكر أن التأجيل ساعدني كثيراً في أن أقدم ألبوماً مختلفاً، حيث تأنّيت في اختياراتي وعملت بهدوء على ألوان ألبومي، إضافة إلى أنني اكتسبت خبرة موسيقية كبيرة خلال تقديمي البرنامجين، خاصةً «كوك استوديو» الذي استضفت خلاله عدداً كبيراً من نجوم الغناء في مصر والعالم.

- ما أهم السمات التي تميّز ألبومك الجديد؟
الألبوم الجديد الذي أعمل عليه، يختلف بشكل كامل عن أعمالي السابقة. فقبل بدء العمل عليه، عقدت جلسات مطوّلة مع الشعراء والملحنين من أجل وضع الخطوط الأساسية والعريضة للأفكار الشعرية والألوان اللحنية التي أريد طرحها في العمل.
فالمجموعة الجديدة ستضم كل الأشكال التي أحبها الجمهور، والتي دائماً ما أمزجها بالإيقاعات الموسيقية، وأيضاً سيتضمن العمل الـ «ستايل» المغربي من خلال أغنية أو أغنيتين، وربما أقدم لهجات عربية أخرى غير المصرية والمغربية.
في النهاية، أستطيع أن أقول إن كل أغنية في الألبوم تصلح أن تكون الأغنية الرئيسة فيه، لأنني أردت أن تكون جميع الأغاني مناسبة لكل المستمعين وترضي مختلف الأذواق، وأتمنى أن تتحقق أمنيتي هذه.

- لماذا تهتم بتقديم الأغنية المغربية؟
أنا مغربي الجنسية، ويجب عليَّ أن أهتم بأغنية بلدي ولهجته. ولذلك لو استمعت إلى أغنيات ألبوماتي «يا خسارتك في الليالي» و «عايش حياته» و «3 كلمات»، فستجد أنني قدمت الأغنية المغربية بشكل محترم يليق بها.
كما سأعمل جاهداً في ألبومي الجديد على زيادة الجرعة المغربية لأسباب عدة، أهمها أنني أحب هذه اللهجة الجميلة، وأحب أن أحافظ على تراث بلدي وأقدمه للجمهور العربي.
ورغم معرفتي المسبقة بصعوبة نطق اللهجة المغربية بالنسبة إلى المستمع المصري أو اللبناني، أعمل جاهداً على أن أقدم أغنيات مغربية سهلة النطق؛ حتى يعتاد المستمع غناءها.

- كم عدد الأغنيات ومع من ستتعاون؟
سيتضمن العمل 12 أغنية، أتعاون خلالها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين المصريين، منهم وليد سعد ومحمود الخيامي ومحمد الغنيمي ومصطفى عاطف وأسامة الهندي وغادة عبدالله وأحمد أبو زيد.

- أعلنت من قبل أنك ستسجّل أغنيات ألبومك الجديد في الدول الأوروبية، لوجود فوارق كبيرة بين مستوى أجهزة التسجيل الخاصة بالأغنيات في مصر وباقي دول العالم، فهل قمت بذلك؟
صرّحت بهذا الكلام منذ فترة طويلة للغاية. وللعلم، مصر تمتلك الآن عدداً كبيراً من أجهزة الصوت العالمية، كما أن الاستوديوات المصرية أصبحت توازي تلك العالمية، وفيها كل الأجهزة التي نحتاج اليها في تسجيل أعمالنا، ولذلك سجلت أغنيات الألبوم في مصر التي تمتلك أيضاً استوديوات صوتية على أعلى مستوى، والمستمع سيشعر بذلك جيداً حينما يستمع إلى أغنيات الألبوم فور طرحه في الأسواق.

- ألم تشعر بأن شعبيتك تأثرت بسبب ابتعادك الطويل عن الغناء؟
لم أبتعد مطلقاً عن الجمهور، فطيلة الفترة التي تقول إنها كانت غياباً، كنت أعمل وأجتهد في مجالات فنية أخرى، مثل التقديم التلفزيوني.وقدّمت خلال تلك الفترة برنامجين تلفزيونيين، وقد استغرق كل برنامج منهما فترة تحضيرات طويلة، واستمر ظهوري على شاشات التلفزيون لأكثر من ستة أشهر، ثلاثة منها لبرنامج «كوك استوديو» وثلاثة لبرنامج «ريفلاكس»، هذا بخلاف أنني دائماً أُحيي الحفلات، وشاركت طيلة هذه السنوات في عشرات الحفلات الغنائية في مصر والخليج والمغرب.

- خلال تقديمك برنامج «كوك استوديو»، ظهرت مع عدد كبير من المطربين الأجانب المشهورين، فهل ترى أن الغناء مع أجانب يسهّل الانطلاق إلى العالمية؟
أحمد الله أنني تذوقت طعم العالمية والاحتراف الحقيقي في الغناء، حينما تمّ ترشيحي كأفضل مطرب عبر جائزة «إم تي في»، وتنافست على لقبها مع الأميركية بريتني سبيرز والمطرب العالمي بيغ يانغ، وهي مرحلة لم يصل إليها أي مطرب عربي من قبل، وبسبب هذه الجائزة عرضت عليَّ العشرات من الدويتوات الغنائية مع عدد من المطربين الغربيين، والتي لم أمانع في تقديمها، لكنني لم أجد فيها الدويتو المنتظر الذي يضيف إلى مكانتي الغنائية.

- ما الاستفادة التي حقّقتها بعد فوزك بتلك الجائزة؟
يكفي أنني التقيت نجوماً كنت أقرأ أسماءهم فقط وأرى صورهم في وسائل الإعلام، فمن بعدها أصبحت أتعامل معهم وجهاً لوجه.
كما أنني خلال فترة وجودي في أوروبا، أدركت العديد من الاختلافات بين صناعة الأغنية لدى الغرب وصناعتها لدى العرب، لذا قررت أن أعمل جاهداً على نقل هذه الخبرات إلى وطننا العربي، وألبومي الجديد سيكون مختلفاً تماماً عن الأعمال كافة التي قدمتها من قبل، لأنني سأقدم خلال الأغنيات عدداً من الخبرات والاستفادات التي اكتسبتها خلال رحلتي إلى أوروبا، وأتمنى أن تحوز تلك الأعمال إعجاب المستمعين العرب عند طرحها.

- وما المميزات التي اكتسبتها من تقديمك البرامج التلفزيونية؟
رغم أنني قدمت برنامجين فقط، إلا أن الاستفادة التي اكتسبتها كانت كبيرة للغاية. أولاً وضعت نفسي مكان الطرف الآخر، «المذيع». وهو المقعد الذي دائماً ما كنت أجلس في مواجهته، لكوني مطرباً، واكتشفت خلال هذه التجربة كم المتاعب والصعوبات التي يتعرض لها الإعلامي، والمجهود الكبير الذي يبذله من أجل أن يظهر بشكل محترم يتقبّله المشاهد.
فأحياناً كنت أجلس أسابيع من أجل التحضير لحلقة واحدة، وهو أمر لا يعلمه المتلقي. وعلى المستوى الفني، استفدت من التجربة في كيفية وقوفي أمام الكاميرا التي تصوّرني، فتعلمت ما هي الزوايا التي يجب أن آخذها خلال التصوير، وكيف أتحرك معها، وزادت علاقتي بالأشخاص، سواء كانوا في المجال الإنتاجي والإعلامي أو فنانين وموزعين، وهذا أفادني في ألبومي. وعلى المستوى الإنساني، تعرف الجمهور إلى شخصيتي الحقيقية التي أتعامل فيها مع المقربين مني.

- هل يمكن أن تترك الغناء وتتجه إلى التقديم التلفزيوني فقط؟
بالتأكيد لا، فلا أنكر أنني استفدت كثيراً من تجربة التقديم، وليس لديَّ مانع في أن أقدم برنامجاً ثالثاً ورابعاً، خاصةً حينما تكون البرامج مرتبطة بمجالي، لكن بالنسبة إليّ الغناء خط أحمر، فأنا أعشقه ويستحيل أن أتركه لأي مجال آخر.
ربما أبتعد عنه بعض الوقت من أجل الدراسة أو تقديم فن جديد عليَّ، وربما أفعل ذلك إذا اتجهت إلى التمثيل، لكن سأظل أغنّي مدى الحياة. فالجماهير تعرفت إليَّ وأحبتني من خلال الغناء وأصبحت تساندني من أجله.

- ما حقيقة عروض التمثيل التي جاءتك أخيراً؟
بالفعل، هناك عدد كبير من السيناريوات التي عرضت عليَّ خلال الفترة الماضية. وأقرأ حالياً عدداً منها، لكنني لم أختر بعد أي عمل، حيث إنني أحب دائماً اختيار ما يناسب شخصيتي، وربما أختار دوراً لا يتوقعه جمهوري.
فرغم كثرة العروض التي قدّمت لي منذ دخولي عالم الفن، إلا أنني أتأنّى جيداً في هذا المجال، خاصةً أنه جديد عليَّ وأحب قبل اقتحامه أن أكون جاهزاً له بكل أدواتي، سواء من خلال الدراسة أو من خلال الشكل الخارجي الذي يجب أن يتناسب مع الدور الذي سأقدمه.

- ما الدور الذي تتمنى تقديمه؟
حينما أقرّر اقتحام مجال التمثيل، عليَّ أن أقدّم كل الأدوار الفنية، سواء كانت غنائية أو كوميدية أو تراجيدية أو «أكشن»، لكن لو سألتني ماذا أفضل؟ فسأقول لك إنني أفضل أدوار «الأكشن» والشر، نظراً الى أنها تظهر قدرات الفنان التمثيلية، وتبرز مواهبه إذا كان موهوباً، ما يؤكد أنه استطاع توصيل رسالته في العمل وبشكل جيد، وهذا ما أريده. كما أن الجماهير تراك بحالة غير التي اعتادت أن تراك بها، فهذا يلفت الانتباه ويجعلهم في دهشة فينجذبون إليك.

- ما الفيلم الذي شاهدته وجذبك لدخول عالم التمثيل؟
هناك عدد كبير من الأفلام العربية. فلو تكلمنا على الأفلام القديمة، الأبيض والأسود، نجد أن الفيلم الرائع «الرجل الثاني» بطولة الفنان رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار وسامية جمال، كان سبباً رئيساً في عشقي لأدوار الشر حينما رأيت رشدي أباظة.
فنادراً ما نرى أن بطل الفيلم السينمائي العربي شرير. وفي الأفلام الحديثة، أحببت للغاية دوريْ أحمد السقا وأحمد عز في فيلم «المصلحة»، وبالتأكيد في وطننا العربي عدد كبير من النجوم الكبار، لكنني أفضل دائماً أعمال الفنانين الراحلين، عادل أدهم وخالد صالح.

- من المطرب المصري الذي تعشق سماع أغنياته؟
خلال فترة دراستي دائماً ما كنت أحب أن أستمع إلى المطربين الغربيين بأنواع موسيقاهم المختلفة، واستمر هذا الأمر إلى أن دخلت كلية الهندسة وتخصصت في النسيج، لكن حينما قرّرت الالتحاق بمعهد الموسيقى، كان عليَّ أن أختار قسماً، فاخترت الموشحات.
ومن هنا أحببت أن أستمع إلى الأغنيات والموسيقى الشرقية، ومعها بدأ حبي للأغاني المصرية والعربية، فكانت بداية الحب للموسيقى الشرقية على نغمات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذي يعشقه والدي، ومن بعدها أحببت الاستماع إلى عبدالحليم حافظ وأحمد عدوية وعدد كبير من نجوم الأغنية، كما أحب الاستماع إلى أغنيات المطرب الراحل وديع الصافي، وأعشق أغنيات الراحل طلال مداح والمطرب السعودي الكبير محمد عبده.

- ما الأغنية التي ترى أنها حقّقت لك نجاحاً كبيراً؟
أغنية «أشوف فيك يوم» حققت وقت طرحها نجاحاً مبهراً، واختصرت لي سنوات طويلة من التعب والصعوبات، ولتلك الأغنية قصة طريفة، لأنها لم تكن لي في الأساس، بل تخص المطرب السعودي الكبير راشد الماجد، وفي يوم من الأيام كنت أجلس مع مدير أعماله حسن طالب، وأسمعني تلك الأغنية ضمن أغنيات ألبوم راشد الجديد، وقال لي إن راشد سيغنّي أغنية باللهجة المصرية من كلمات نادر عبدالله وألحان وليد سعد.
وحينما استمعت إلى الأغنية أعجبتني للغاية، وقلت وقتها لحسن طالب أتمنى أن تكون لي أغنية مثلها. وبعد أسبوعين، وجدت حسن يهاتفني ويقول لي إنه تحدّث مع راشد الماجد وأبلغه أن الأغنية نالت إعجاب الجريني وتمنى أن يغنيها، فقال له راشد: «خلاص خليه يغنيها»، وبالفعل أخذت الأغنية وأدخلت عليها تغييرات بسيطة وطرحتها وحقّقت هذا النجاح.

- هل كنت تتوقع ما وصلت إليه الآن؟
بصراحة لا، أنا عكس كل الفنانين والمطربين الذين يقولون لك إنهم كانوا موهوبين منذ صغرهم، فالغناء جاء معي كهواية ولم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أكون مطرباً مشهوراً. فبعدما أنهيت دراستي في الهندسة، أحببت أن تكون لديَّ هواية، فإخوتي كانت هوايتهم الرياضة، أما أنا فاخترت الموسيقى ودخلت المعهد. ومن هنا انطلقت.
ومن أطرف الموضوعات التي أتذكرها مع بداية رحلتي في الغناء، يوم كنت ضيفاً في أحد البرامج، ولم يكن أهلي وقتها يعلمون بأنني سأحترف الغناء، وشاهدني أخي منير وأنا أغنّي في التلفزيون، فأسرع إلى والدي - رحمة الله عليه - وقال له عبدالفتاح يغنّي في التلفزيون، فقال له والدي بعد أن استمع إلي: «بقى الواد طلع موهوب وأنا طول السنين دي بقول له اقعد يا بني ذاكر».
وللعلم، حتى اليوم لا أستطيع أن أغنّي أمام أسرتي، إذ أشعر بالقلق والرهبة رغم وفاة والدي منذ سنوات قليلة. وإذا أردت أن تفسد لي حفلة، أحضر والدتي إليها، فلن أستطيع الغناء أمامها.

- كيف أثّرت وفاة والدك فيك؟
وفاة والدي تعد من أصعب مراحل حياتي، لأن الغناء كان قد أخذني بشكل كبير من أسرتي وأصبحت مقيماً في مصر وأحياناً في الإمارات، وأسافر قليلاً إلى بلدي المغرب. ويوم وفاة والدي كنت بالصدفة قادماً إلى المغرب وتحدثت معه قبل أن أستقل الطائرة وقلت له أمامي ست ساعات أكون أمامك.
وعقب وصولي الى المغرب وجدت أخي في المطار ليخبرني بنبأ وفاة والدي، ولا أنكر أنني من وقتها أصبحت أشعر بأنني كنت مقصّراً في حق أسرتي، وعليَّ أن أظل موجوداً معهم أطول فترة ممكنة، فأسرتي كبيرة وأنا مسؤول عنها، وعليَّ أن أبقى إلى جوارهم، ويعد هذا الأمر أيضاً سبباً رئيساً في قلة أعمالي الفنية خلال الفترة الأخيرة.

- هل تأجيلك الزواج يعود إلى مسؤولياتك الأسرية؟
بكل تأكيد، بعد وفاة والدي، أصبحت المسؤول عن الأسرة، ولديَّ أخوات بنات ما زلن يدرسن في المراحل التعليمية... عليَّ أن أطمئن أولاً إلى مستقبلهن ومن ثم أفكر في نفسي.