قدم الزعيم البوذي الدلاي لاما، اليوم الإثنين، اعتذاره الشديد لطفل وعائلته بإقليم التبت الهندي، عن الأذى النفسي الذي لحق بهم، وذلك على خلفية ظهور لاما مع الطفل بمقطع قصير، طالبا منه أن يقبله بشكل مريب، ومع انتشاره الفيديو، ثار غضب الكثيرين، معتبرين أن تصرف الزعيم البوذي مندرجا تحت جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال.
لينفي مكتب الدلاي لاما بدوره في بيان صدر اليوم، مؤكدا أن "غالبا ما يمازح قداسته الأشخاص الذين يلتقي بهم بطريقة بريئة ومرحة، حتى في الأماكن العامة وأمام عدسات الكاميرا".
وربط البعض تصرف الدلاي لاما، بحالة "البيدوفيليا"، وهو وصف الأشخاص أصحاب الميول الجنسية غير السوية بانجذابهم للأطفال.
• شرح المصطلح علميا
تعرف الموسوعة البريطانية "البيدوفيليا" على أنها "اضطراب نفسي جنسي، يؤثر بشكل عام على البالغين، ويتميز بالاهتمام الجنسي بالأطفال قبل سن البلوغ، أو محاولات الانخراط في أعمال جنسية مع الأطفال قبل سن البلوغ"، وهو المعنى المتعارف عليه في أدبيات التشخيص النفسي.
• معايير التشخيص النفسي
وأوضحت الموسوعة، أنه يلزم للتشخيص النفسي لإصابة الشخص بتلك الحالة، أن يكون السلوك موجودًا لمدة 6 أشهر على الأقل للتشخيص السريري، ويجب أن يكون عمر الفرد المصاب 16 عامًا على الأقل وأكبر 5 سنوات على الأقل من الطفل.
• خلل نفسي أم جريمة
وقد يظن البعض أن تصنيف الفعل ضمن لائحة الاختلال النفسي بأنه يعفي مرتكبها من المسئولية. وفي ذلك الشأن، قدمت مارجو كابلان، أستاذة القانون الأمريكية، في دراسة نشرتها جامعة واشنطن على موقعها الرسمي، تؤكد أن هناك فرقًا بين البيدوفيليا بتعريفها كخلل نفسي وسلوكي وبين ربطها بالاعتداء الجنسي على الأطفال كجريمة. في وجهة نظرها، هناك العديد من مُشتهي الأطفال جنسيًا، لا يتصرفون وفق إثارتهم الجنسية.
وأشارت إلى أن المعتدين جنسيًا على الأطفال قد لا ينجذبون جنسيًا للأطفال، بل يقومون بفعل الاعتداء الجنسي عليهم لاعتبارات أخرى، منها عدم قدرة الأطفال على الكلام أو وصف ما يتعرضون له، ما يجعلهم أهدافًا سهلة للاعتداء الجنسي مقارنة بالبالغين، ما يجعل الشخص مُعتدي جنسيًا على الأطفال هو الفعل الذي يترتب عليه عقاب جنائي كجريمة جنسية.
وعادة ما يرتكب الفرد المصاب باضطراب الميل الجنسي للأطفال الذي يتصرف بناءً على رغباته، جريمة جنسية.
• مشاهير في قوائم الاتهام
هارفي واينستين، المخرج السينمائي الأمريكي، اتهمته أكثر من 70 امرأة من بينهن قاصرات، وأشهرهنّ عارضة بولندية كانت تبلغ من العمر 16 عامًا، عندما تحرش بها واغتصبها.