فيديو: «يستاهل طيارة».. سائق توك توك بـ«البدلة والكرافتة» - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 12:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيديو: «يستاهل طيارة».. سائق توك توك بـ«البدلة والكرافتة»

كتب ــ أحمد سعيد
نشر في: الأربعاء 25 أكتوبر 2017 - 8:28 م | آخر تحديث: الأربعاء 25 أكتوبر 2017 - 8:28 م
خلافا للصورة الذهنية التى يحتفظ الكثيرون بها لسائقى التوك توك، بأمارات عدم التزامهم، وسنهم الصغيرة، وملابسهم غير المهندمة، وتهورهم واندفاعهم فى أثناء قيادة المركبة ذات الثلاث عجلات، يقدم محمد عبدالرحمن، نموذجا مغايرا لسائقى التوك توك.
عبدالرحمن البالغ من العمر 48 عاما، ويسكن فى حى المطرية، قدم صورة مغايرة تماما لسائقى التوك توك، بالحرص على ارتداء البدلة الكاملة والكرافتة فى أثناء قيادته وسعيه على الرزق وتوصيل الركاب طوال اليوم.
لنحو 3 سنوات، منذ عام 2015 اشترى عبدالرحمن توك توك، بعد فصله تعسفيا من عمله، كسائق فى شركة كبرى، عمل بعدها كسائس لأحد الجراجات فى مصر الجديدة، واستطاع بحسن تعامله وأمانته اكتساب ثقة أصحاب المحال والسكان فى محيط عمله، قبل أن يترك الجراج بعد حصوله على تعويض مادى عن فصله التعسفى من الشركة التى كان يعمل بها.
بالتعويض اشترى توك توك، ليعمل عليه، وقرر أن يرتدى البدلة الكاملة والكرافتة والحذاء الملمع، وهى المهارات التى اكتسبها من عمله السابق، ليفاجئ أهالى المطرية به، قبل أن تزول الدهشة عنهم ويرحبوا به.
يحكى عبدالرحمن لـ«الشروق» عن تلك الفترة قائلا: فى الفترة الأولى من عملى على التوك توك كان الناس مندهشين من رؤيتى بالملابس الرسمية، نظرات الاستغراب والاندهاش، والتعليقات المستغربة تكررت على مسامعى كثيرا، من الركاب، الذين كانوا يفاجئون عند ركوبهم معى لتوصيلهم بالبدلة والكرافتة، ليسمع تعليقات على شاكلة «إنت برنس وفخم، وتستحق تركب طيارة، كنت بحسبك عريس» وغيرها من التعليقات الضاحكة، قبل أن يتحول الأمر للترحيب بفكرته والاطمئنان للركوب معه على غير سائقى باقى المنطقة، وفقا لروايته.
«أشيك سائق توك توك فى مصر»، كما يحب أن يطلق عليه يبدأ عمله من بعد صلاة العشاء، ليعمل طوال الليل ويعود إلى منزله المتواضع المكون من غرفتين وصالة بعد صلاة الفجر، حتى أكون أديت فروض الله كلها، كما يقول.
على غير المألوف، لا يضم التوك توك الخاص به، سماعات ومكبرات صوت مزعجة كتلك التى اعتاد سائقو التوك توك عليها، فهو يستمتع بالهدوء ويرغب فى راحة زبائنه.
«مش شغلتنا لكن أحسن من قعدتنا» جملة كتبها الرجل على ظهر التوك توك، تعبيرا عن وضعه، فهو بالأساس ليس سائق توك توك، لكنه قرر العمل عليه بدلا من جلوسه فى المنزل انتظارا للقدر، ووسيلة حتى يحصل على عمل مناسب كالذى عمل به سابقا.
للرجل أسرة تتكون من أربع أفراد، تضم زوجته، وولديه عبدالرحمن واسماعيل، الأول يدرس فى المرحلة الثانوية، والثانى ترك التعليم، لعدم استطاعته التوفيق بين دراسته وإصابته المزمنة بمرض السكر، والتداعيات الطبية والصحية والمعاناة التى يعانيها بسبب السكر.
«نفسى فى الستر والصحة ورضا ربنا، ووظيفة كويسة زى اللى كنت شغال فيها أقدر صرف بيها كويس على أسرتى» هكذا تمنى عبدالرحمن لبقية حياته.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك