2. وهي تلك الفضائل التي ** تستعطف بها القلوب ** تستر بها العيوب ** تستقال بها العثرات سهام لصيد قلوب الناس
3. الأول : الابتسامة قالوا هي كالملح في الطعام وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي أيضا عبادة وصدقة . . . ” فتبسمك في وجه أخيك صدقة ” وقال عبد الله ابن الحارث : ” ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من النبي صلى الله عليه وسلم “
4. الثاني : البدء بالسلام لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف . وهو أجر وغنيمة . ..... . ” فخيرهم الذي يبدأ بالسلام “ سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك
5. الثالث : الهدية قال إبراهيم الزهري : خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت لا . قال : بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير .. .... لها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب
6. الرابع : الصمت وقلة الكلام إياك وارتفاع الصوت وتسيد المجالس وكثرة الكلام فيها وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة.. فالكلمة الطيبة صدقة عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بحسن الخلق وطول الصمت ف و الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما
7. الخامس : حسن الاستماع وأدب الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث لقد خلق الله لنا أذنان ولسان واحد فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ” إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد “
8. السادس : حسن السمت والمظهر الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله جميل يحب الجمال .. عمر ابن الخطاب يقول : إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الر ائحة قال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل : إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا ولا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل ومنه جمال الشكل واللباس وطيب الرائحة
9. السابع : قضاء الحوائج سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ” أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس “ والله عز وجل يقول ” وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ” صوره الشاعر بقوله أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
10. الثامن : بذل المال إن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان
11. التاسع : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب واسمع قول المتنبى : إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه وصدَّق ما يعتاده من توهم عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك : المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم
12. العاشر : إعلان المحبة والمودة للآخرين ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه “ . . . كما في صحيح الجام ع ... وزاد في رواية : “ فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة “ . لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء .. فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم.. يعني يوم القيامة
13. الحادي عشر : المداراة فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ ا لمداراة : بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت . المداهنة : ترك الدين لصلاح الدنيا
14. المداراه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال : بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مداراة الناس صدقة .. وقال ابن بطال : المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة