الدراما التركية وخصوصية الثقافة العربية

السبت، 18 أكتوبر 2008 05:07 م
الدراما التركية وخصوصية الثقافة العربية المسلسلات التركية تسببت فى تمرد النساء العربيات
خليل الجيزاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت الدراما التركية تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، وأصبح أبطالها نجوماً مفضلين فى الشارع العربى، مع استمرار عرض مسلسلى "سنوات الضياع" و"نور ومهند"، وصار الحديث عنهما الشغل الشاغل لمعظم مشاهدى الشاشة الصغيرة. الأمر الذى عكسه الانتشار الكبير لصور أبطال المسلسل ـ نور ومهند ـ فى أماكن بيع صور نجوم الفن والرياضة فى الشوارع العامة، وانتشار إنتاج القمصان القطنية التى تحمل صورهما، ويبيع أكثر من 200 صورة فى اليوم لأبطال مسلسل نور، لدرجة أن البنات يشترين صور مهند ويشترطن أن يكون وحيداً فى الصورة وليس بصحبة نور فهى ضرتهم. كما صارت المقدمة الموسيقية لمسلسل نور نغمة الهواتف الخلوية المفضلة لدى الكثيرين.

وبدأت الآثار السلبية للدراما التركية تظهر، إذ تسبب مهند فى طلاق زوجين بالأردن، على أثر قيام زوجة بوضع صورة مهند بطل المسلسل التركى "نور" على هاتفها النقال، حيث فُوجئ الزوج بوجود صورة مهند على شاشة الهاتف النقال الخاص بزوجته، الأمر الذى استفزه، وأثار غضبه بشدة، بل دفعه إلى طلاقها على الفور. وتدخل عدد من أفراد الزوجة لإقناع الزوج بالعدول عن قراره، لكنه تمسك بموقفه، ورفض بشدة إعادة مطلقته إليه، معتبرًا وضع صورة شخص آخر غيره على هاتفها النقال نوعًا من الخيانة للحياة الزوجية.

الدراما التركية سجلت نسبة مشاهدة كبيرة فى الشارع العربى، على أنها خروج على التقاليد، ودعوة للانفتاح الأخلاقى، وهو ما يجعلها سببًا لخلافات زوجية ربما تنتهى بالطلاق أحيانًا، وهنا تكمن خطورة الانفتاح الأخلاقى الذى تروجه الدراما التركية بين الشباب العربى.
الدراما العربية الآن أمام امتحان صعب يجعلنا نخشى أن يقلد المنتج العربى هذا الانفتاح حتى يضمن النجاح بين المشاهدين. ومن هنا يأخذ بعض المتابعين على الدراما التركية كونها تعتبر العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات أمرًا عاديًا، إذ يصل الأمر إلى حدوث حالات حمل خارج إطار الزواج، كما حدث مع لميس فى مسلسل "سنوات الضياع"؛ إذ حملت من "يحيى" قبل أن يرتبطا كزوجين، والأمر نفسه حدث مع "نهال" التى حملت من مهند فى مسلسل "نور" وهذا ما يخالف الثقافة غير الإسلامية، لاسيما فى إطار العلاقة بين الرجل والمرأة. وهكذا أصبحت هذه الدراما محور حديث المشاهد العربى، فهل السبب الأول لنجاحها عربيًا هو أنها فجرت شلال الرومانسية فى قلوب الفتيات والنساء، وهل يعود هذا الانتشار الواسع لمسلسل "نور" وجعله ظاهرة، وليس مجرد مسلسل، فى إشارة إلى أن الرومانسية التى قدمها المسلسل، ووسامة البطل جعلت النساء يقارن أزواجهن بشخصية البطل، لذلك فالرجل العربى بات مطالباً أن يقدر مدى احتياج المرأة لهذا النوع من الدفء العاطفى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة