متى ظهر مصطلح "الشيعة".. أبرز الاختلافات مع السنة ونظرتهم لأهل الجماعة؟

الثلاثاء، 05 مايو 2020 04:08 م
متى ظهر مصطلح "الشيعة".. أبرز الاختلافات مع السنة ونظرتهم لأهل الجماعة؟ الشيعة - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هي أكبر الفرق والطوائف الإسلامية بعد أهل السنة والجماعة، والطائفة الغالبة في إيران والعراق، دائما ما ينظر إليها على أنها قطب الإسلام الثانى مع أهل السنة والجماعة، لأنهم الفئة الأكبر لدى المسلمين، وغالبا ما يشير مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددًا، يرى الشيعة أن الأئمة هم علي بن أبي طالب هو وأحد عشر إمامًا من ولده.

ويختلف تاريخ ظهور مصطلح التشيع ما بين أهل السنة والجماعة، وما بين أئمة الشيعة، وبين نظرة الباحثين والمستشرقين، حيث يتفق علماء أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا على أن التشيع أمر طارئ وغريب على الإسلام، وأنه بدعة في الدين الإسلامي، ولم يوجد في عصر الرسول ولا في عصر خليفتيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب مَن عُرِفوا بالشيعة.

يرى ابن حزم أن أول ظهور للشيعة كان في أواخر عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان. يقول في كتابه "الفصل في الأهواء والملل والنحل": "ثم وَلِي عثمان، فزادت الفتوح واتسع الأمر، فلو رام أحد إحصاء مصاحف أهل الإسلام ما قدر، وبقي كذلك اثني عشر عامًا حتى مات، وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض".

ووفقا للباحث محمد يسرى أبو هدور، فإن علماء الشيعة، حاولوا قديمًا وحديثًا أن يثبتوا أن التشيع لم يكن أمرًا طارئًا على الإسلام، وأن الشيعة الأوائل ظهروا في عصر الرسول، ومن ذلك قول سعد بن عبد الله أبي خلف الأشعري القمي، إن "الشيعة، وهي فرقة علي بن أبي طالب عليه السلام، المسمون شيعة علي في زمان النبي، معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي وسلمان الفارسي وأبو جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر المذحجي، وغيرهم ممن وافقت مودته مودة علي عليه السلام، وهم أول من تشيَّع من هذه الأمة".

بينما يرى عدد من المستشرقون بحسب "أبو هدور" خصوصًا في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، اعتقدوا أن التشيع يختلف في جوهره عن الإسلام التقليدي، إلى الحد الذي دعا واحدًا من كبار المستشرقين، وهو المجري "إيغناس غولدتسيهر" في كتابه "العقيدة والشريعة في الإسلام" إلى القول إن "الشيعة على وجه الدقة، المنطقة التي نبتت فيها جراثيم السخافات التي حللت وقضت على نظرية الألوهية في الإسلام".

ويذكر المؤرخ الإسلامي الدكتور راغب السرجانى، أن عدد المؤرخين يقول: إن بداية الشيعة كانت بعد استشهاد الحسين رضي الله عنه، وهذا رأي وجيه جدًّا؛ فقد خرج الحسين، على خلافة يزيد بن معاوية، واتجه إلى العراق بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلَوا عنه في اللحظات الأخيرة، وكان الأمر أن استُشهد الحسين في كربلاء، فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتل منهم عددٌ، وعُرف هؤلاء بالشيعة.

وبحسب عدد من المواقع الإسلامية السنية والشيعية، إنّ من أهم الفروق بين الشيعة والسنة هو أن الشيعة تعتقد بأن الإمامة والخلافة الشرعية بعد الرسول (ص) إنما هي للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن بعده تكون الإمامة في المعصومين الأحد عشر المنصوص عليهم من قبل النبي (ص) وعلي، وبحسب الأدلة العقلية والنقلية، ثم إن هناك فروقاً أخرى في فهم الشريعة وأصول الدين وفروعه، كلّها تبتني على الأخذ من معارف وعلوم أهل البيت.

ويرى "السرجانى" أنه إلى هذه اللحظة ليست هناك مخالفات عقائدية وفقهية، اللهم إلا قضية الحكم على أبي بكر وعمر؛ لأن فريقًا من هؤلاء- وهم الذين انشقوا عن زيد بن علي - كانوا يرفضونهما، بل لا يخفون لعنهما!.

مشيرا إلى أن الشيعة لا يقبلون كل علماء السنة، ويرفضون كل كتب الصحاح والسنة؛ فلا البخاري ولا مسلم ولا الترمذي ولا النسائي، ولا أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو ابن حنبل، كذلك لا خالد بن الوليد ولا سعد بن أبي وقاص ولا عمر بن عبد العزيز ولا موسى بن نصير، ولا نور الدين محمود ولا صلاح الدين، ولا قطز ولا محمد الفاتح، وهكذا.،

وفرق الشيعة هي: الإثنا عشرية، الأصولية، الإخبارية، الشيخية، العلويون، الزيدية، الإسماعيلية وانقسمت الإسماعيلية عبر تاريخها: الدروز، النزارية، المستعلية الطيبية وتسمى حديثا بالبهرة: بهرة داودية، بهرة سليمانية، بهرة علوية.

وبحسب دار الإفتاء المصرية: "الشيعة مذهب إسلامي من جملة مذاهب المسلمين، والشيعة فرق عديدة؛ منها المعتدل ومنها المغالي، والشيعة الإمامية الاثنا عشرية وكذلك الزيدية جزء أساسي في الأمة الإسلامية، فالزيدية بالإجمال أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة، أما الإمامية فلا ينسبون إلى أهل السنة والجماعة وإن كانوا من جملة المسلمين أهل القبلة الواحدة.وفي هذا المقام يلزم التنبيه إلى أن تعميم الأحكام على جميع الشيعة دون تفرقة أو تمييز بينهم بحسب درجتهم في التشيع ودون تفريق بين علمائهم وعوامهم ليس من العدل والإنصاف والعلم في شيء، بل هو عين الفتنة التي يبغيها الشيطان في أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم".

أما عن نظرة الشيعة لأهل السنة، فيذكر الشيخ الشيعى عادل عبدالله بو خمسين، إن التقارب بين السنة والشيعة هو أكثر بكثير من الخلافات والفوارق الفقهية والمذهبية. وهناك بعض الفوارق التي تعتبر وهمية وليست حقيقية، مشددا على أنه لا يوجد في كتب الشيعة المعتمدة من يقول إن السني كافر أبدا، بل إنها تقول أنه من تلفظ بالشهادتين فهو مسلم أيا كانت قناعاته وأفكاره وأراؤه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة