السَّفينة … و … الفُلك * سفينة نوح ….

السَّفينة … و … الفُلك
*
سفينة نوح ….
********
2014128115420602

C4w54720
السّفينة …. هي المركب الذي يطفو و يسير فوق الماء .. ( حصرا ) ..
الفُلك …. هي كلّ ما يعبر الماء من مراكب .. سواء من السفن او الغوّاصات التي تغوص تحت الماء ..
فكلّ سفينة هي فُلك و ليس كلّ فلك هو سفينة ..
*
سفينة نوح :
********
سفينة نوح .. قال الله تعالى عنها أنّها من الفلك …حيث أنّها وردت بلفظ الفلك في جميع المرّات ..ووردت بلفظ سفينة مرّة واحدة …
كانت سفينة نوح عبارة عن غوّاصة متطوّرة جدا ..و ليست مجرّد سفينة عاديّة كباقي السفن التي تطفو فوق الماء …فالمشهد حينذاك كان … ان الماء ينزل من السّماء بصورة متواصلة و ينبع من الأرض أيضا حيث طافت البحار و المحيطات ..ولو كانت مجرّد سفينة عادية لغرقت بفعل المطر الساقط من السّماء ولما احتاج نوح عليه السلام في بناءها الى وحي رب العالمين (( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا )) .. حيث كان يمكن للنّجّارين مجتمعين ..آنذاك .. ان يصنعوا سفينة كبيرة ..و لكنّها كانت غوّاصة و بمواصفات خاصّة و غريبة عن البشر في ذلك الحين .. فكان الله تعالى يوحي اليه كيف يصنع غوّاصة بمواصفات لا يعرفها ابناء قومه وباشراف ربّ العالمين ((بأعيننا )) ….لتناسب ذلك الطوفان العظيم ….أمّا لماذا سمّاها الله تعالى بالسّفينة في الآية : {{ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }} … ؟ ….. فذلك طبعا لأنّه ..وبعد انتهاء الطوفان و غرق من أراد الله تعالى له الغرق .. قال الله تعالى : {{ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }} هود 44 …فأمر الله تعالى ان تقلع السماء عن انزال المطر و أمر الأرض ان تبلع ماءها معا ..فتوقّف المطر بصورة فجائية عن الهطل وتحوّلت الغوّاصة الى سفينة تطفو فوق الماء الذي يحتاج الى وقت ليس بالقليل حتى تبلعه الأرض لتستوي السفينة على الجودي ّ ..فهي كانت بمواصفات غوّاصة لأمر محدّد وهو النجاة من الطوفان ..و بعد انتهاء الطوفان ..انتفت الحاجة الى بقاءها كغوّاصة و عادت للعمل كسفينة تطفو فوق الماء و لا تغوص فيه ..وبقيت آية للعالمين …أي بقيت كدليل حسّي ملموس ..و بعد ان يتمّ العثور عليها سيرى الخبراء أنّها غوّاصة و ليست مجرد سفينة عاديّة ..و لكنّها لن تعمل كغوّاصة ..بل ستبقى تعمل كسفينة لأنّ آلية عملها كغوّاصة انتهت ..فسُمّيت بالسفينة بعد ان أقلعت السّماء عن انزال الماء ..وبقيت تعمل كسفينة حتّى غاض الماء .. لتبقى آية للعالمين …
*
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
الكهف 71
عندما خرق العبد الصّالح السّفينة .. قال له موسى أخرقتها لتغرق أهلها ؟ هذا يعني أن مجرد دخول الماء اليها سيغرقها .. فهي مجرّد سفينة طافية فوق الماء ..فهذه تختلف عن سفينة نوح الغوّاصة ..
*
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
الكهف 79
هنا سمّيت بالسفينة و ليس بالفُلك ..لانها صغيرة و كانت لمساكين يعملون في البحر ولانها تطفو و لا تغوص في الماء لذلك يمكن لها ان تغرق في حالة خرقها ولا تعود جاهزة للعمل كسفينة .
*
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
العنكبوت 14 / 15
هنا سمّاها الله تعالى بالسّفينة لأنّها تحوّلت الى سفينة ولم تعد صالحة للغوص في الماء ..فالحديث هنا مختصر جدا ..و هو حديث عام عن قصّة نوح يبدأ من الطّوفان ..و ينتهي بكون الفلك أصبح مجرّد سفينة كآية ..
*
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
البقرة 164
الفُلك التي تجري في البحر …الفلك هنا تعني السفن و الغوّاصات التي تعبر البحار ..هي آيات من آيات الله تعالى لقوم يعقلون .. و قال الله تعالى ( تجري في البحر ) ..وحرف الجرّ (( في )) هنا يعني على ظهره و داخله و في اعماقه المختلفة ..
*
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
هود 37 / 38
كان الملأ من قوم نوح يسخرون منه وممّا يعمل .. فكان ما يفعله شيء غريب جدا بالنسبة لهم .فكان يصنع غوّاصة .. ولو أنّه كان يصنع مجرّد سفينة لما سخروا منه ..لأنّ صناعة السفن أمر معتاد عند الأقوام السابقين .
*
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
النحل 14
و ترى الفُلك بأنواعها مواخر في البحر .. فبعضها يطفو فوق الماء و البعض الآخر يغوص تحت الماء ثمّ لا يلبث ان يعود و يطفو ..كناية عن مراكب البحر المختلفة ..
*
وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
يس 41
تمّ حمل البشرية و ذريّتها في ذلك الفلك المشحون (( اي الفلك الممتليء عن آخره بالبشر و الدوابّ و الطّيور وغيرها ..)) .. وورد اسم الفُلك و ليس السفينة ..لأنّ الفلك تدل على الاثنتين معا ..
*
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
غافر 79 / 80
و على الانعام و على الفلك تحملون ….الفلك هنا كلمة عامّة تشمل السفن و الغوّاصات و كذلك حاملات الطّائرات التي تجري في البحر ..وكل ما يمخر عباب البحر ..
*
*
*
وفاء برهان

هذا المنشور نشر في Uncategorized وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق