«أميرات ديزني» يفقدن أنوثتهن

أفلام ديزني ومنتجاتها لا تسهم في تربية أميرات صغيرات. أرشيفية

تطورت صور الأميرات اللاتي ظهرن في أفلام «ديزني» على مرّ العقود، وتحولت الأميرة الجميلة التي تنتظر أميرها لينقذها إلى أميرة قوية تتسم بصفات «ذكورية». ولكن ثقافة الأميرات واللون الزهري لاتزال رائجة في أفلام ومنتجات «ديزني» الموجهة إلى الفتيات الصغيرات.

ونقل موقع «لايف ساينس» عن الباحثة دون إنغلاند من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز قولها إن «الكثير من الأهل يعتبرون أن أفلام ديزني هي أفلام عائلية ترفيهية ذات قيمة عالية، وهي كذلك بطريقة ما، ولكن حين نرى بعض الأميرات القديمات عن قرب، نلاحظ بعض أنواع السلوك النمطي المميز بين الجنسين». ويظهر ذلك من خلال ضرورة أن تكون الأميرة جميلة والتركيز على مظهرها الخارجي بدل جوهرها، ولاتزال هذه الصورة مسيطرة في منتجات «ديزني» وما يعرف بـ«ثقافة الأميرات واللون الزهري».

وقسمت إنغلاند وفريقها في الدراسة التي أجروها أميرات ديزني إلى ثلاث مراحل زمنية، قبل 1960 وتضم «بيضاء الثلج» و«سندريلا» و«الأميرة النائمة»، وفترة التسعينات وتضم «الحورية الصغيرة» و«الأميرة والوحش» و«علاء الدين» الذي ظهرت فيه الأميرة ياسمين و«بوكاهونتاس» و«مولان»، ومرحلة فيلم «الأميرة والضفدع». وقد أطلت الأميرات في الأفلام الأولى بصورة أنثوية بحتة، ولكن الصورة النمطية بدأت تتغير مع اكتساب أميرات مثل «بوكاهونتاس» و«مولان» سمات «ذكورية»، من خلال قدراتهما القتالية.

ولكن الباحثة قالت إن كلّ الأميرات كن يعتبرن «يجميلات» وكانت تلك الصفة ضرورية في الأميرة، كما أنهن تميزن بالعاطفية والسرعة في البكاء.

وكذلك، شهدت شخصية الأمير تحولاً في العقود الأخيرة، فبعد أن كان دوره محدوداً ولا يظهر إلا في مشاهد قليلة لإنقاذ الأميرة، حيث كان يبدو شاباً وسيماً وقوياً ورياضياً، بدأ يحصل على دور أكبر في الأفلام الحديثة، ويظهر بعض السمات «الأنثوية» كالعواطف.

وفي «علاء الدين»، لم تظهر شخصية الأمير الذكوري التقليدي، بل كانت شخصيته معقدة أكثر، وفي فيلم «ديزني» الأخير «الأميرة والضفدع»، يظهر الأمير أيدريك على أنه غير كفء وساذج وغير قادر على إعالة نفسه.

وقالت إنغلاند إن ثقافة الأميرات تشكل جزءاً أساسياً من حياة الفتيات الصغيرات، والمشاهد الرومانسية في بعض الأفلام القديمة تثير قلق الأهل، بسبب رؤية الأمير لحبيبته لدقائق قليلة ثم اختياره لها بسرعة ووقوعها في حبه. ولكن في الأفلام الحديثة بدأ الأمير والأميرة يقضيان المزيد من الوقت معاً قبل أن يقعا في الحب.

وقالت الكاتبة بيجي أورنستاين التي ألفت كتاب «سندريلا أكلت ابنتي» إن المنتجات التي ترافق أفلام الأميرات تلعب دوراً مهماً أيضاً، وأشارت إلى أن الأميرة ذات الشعبية الأكبر هي التي تملك الأغراض الأكثر، محذرة من أن هذه المنتجات لا تسهم في تربية أميرات صغيرات بقدر ما تؤدي الى ظهور «شقيات شريرات» مثل شقيقات سندريلا ، فالأغراض دائماً براقة وجميلة «ولا تباع ملابس سندريلا البالية مثلا».

تويتر