«سفينة نوح» الكركية... مشهد يخطف الأبصار

«سفينة نوح» الكركية... مشهد يخطف الأبصار

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفق أبناء محافظة الكرك، جنوب الأردن، ومنذ زمن بعيد على تسمية القاطع الصخري الموجود في مجرى وادي المالحة والقريب من نبع مياه عين سارة الشهير غربي مدينة الكرك باسم «سفينة نوح»، ويعد الموقع من أكثر مواقع المحافظة رسوخا في ذاكرة أبناء الكرك.

وتناقل أهالي المنطقة أن سفينة نوح رست أخيراً بعد أن طافت العالم في منطقتهم تلك. ولم يرد ذكر «سفينة نوح» في حدود ما هو معروف في كتابات الرحالة والباحثين والمؤرخين ممن كتبوا عن المنطقة أو زاروها، مما يعني أن التسمية أمر تعارف عليه الكركيون بدلالتي الشكل والموقع.

ومن حيث الشكل فالقائم الصخري، الذي أسموه «سفينة نوح»، يشبه في تكوينه شكل السفينة. أما من حيث الموقع، فهذا القاطع الصخري يغرق أسفله في مواسم المطر الرخية بكميات كبيرة من الماء، فتشكل المياه الراكدة.

وكذلك السهول من حوله، بما في ذلك نبع «عين سارة» الدائم الجريان ترسيخاً في ذهن المشاهد صورة السفينة في عرض البحر. وللموقع دلالته أيضا من حيث القرب من مسرح قصة سفينة النبي نوح المعروفة في البحر الميت القريب من المنطقة، وهناك أيضا دلالة مكانية أخرى إذ يطل على هذا القاطع الصخري المسمى سفينة نوح مقام النبي نوح عليه السلام.

ويتميز موقع سفينة نوح بجمالية المكان وتعلوه ذات اليمين وذات الشمال قمم جبلية مغطاة معظمها بالأشجار الحرجية، فمن الشرق الهضبة التي تتربع فوقها مدينة الكرك القديمة وغربا غابة اليوبيل الجميلة. أما من الجهة الأمامية امتازت المنطقة ببساط أخضر دائم يتدفق من خلاله مياه عين سارة.

ويقدر ارتفاع هذا القاطع الصخري حوالي 150 متراً، ويمكن مشاهدة البحر الميت ومآذن القدس الشريف من خلاله. ويترافق ذكر السفينة دائما مع ذكر سد الحبيس الواقع في قاعدة هذا القاطع الصخري، وهو سد شكلته الطبيعة وتتجمع فيه كميات كبيرة من المطر في فصل الشتاء.

Email